سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكاية شجرة »الدوم« والذكري ال 22 لاستعادة طابا مصر أعلنت للعالم أن أرضها لا تقبل التجزئة أو المساومة أثبتنا للمحكمة الدولية بالوثائق والمستندات موقع العلامة 91
في عام 1906 حدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية علي تعيين الحدود بين مصر وفلسطين.. وانتهي الامر باتفاق لرسم الحدود من طابا الي رفح.. وعند تطبيق معاهدة السلام والانسحاب الاسرائيلي من سيناء حاولت اسرائيل تعطيل التنفيذ والتنصل من المعاهدة بفرض وجود خلاف علي مكان 14 علامة حدودية تلاشت.. كان اشهرها العلامة 91 في طابا.. فخاضت مصر معركة قانونية ولجأت للمحكمة الدولية بالوثائق والمستندات موقع العلامات.. ودللت علي العلامة 91 بشجرة الدوم وفي 29سبتمبر 1988 اصدرت هيئة التحكيم الدولي في جنيف حكمها لصالح الموقع الذي حددته مصر للعلامة 91 في طابا.. وفي 19 مارس 1989 تم رفع العلم المصري علي طابا واعلان عودة السيادة المصرية الكاملة علي كل شبر من ارض سيناء. تعتبر ملحمة طابا من ابرز الملاحم المصرية في العصر الحديث والتي فرضت نفسها علي الوجدان المصري القومي.. فبرغم ان مساحة طابا تتجاوز الالف متر بأمتار قليلة الا ان مصر اثبتت ومازالت تثبت للعالم اجمع »ان الاراضي المصرية لا تقبل التجزئة او المساومة« وان من اول مبادئنا الحفاظ علي كل حبة رمل. وللوصول الي استرداد كل جزء من ارض سيناء خاضت مصر عسكريا وسياسيا رحلة طويلة امتدت لما يقرب من 22عاما.. بدأت خطواتها الاولي بعد أيام معدودة من نكسة يونيو 1967 حيث شهدت جبهة القتال معارك شرسة خاصة خلال حرب الاستنزاف لتؤكد قواتنا المسلحة للاسرائيليين ان احتلال سيناء و الارض المصرية ثمنه غال جدا وانهم لن يتحملوا تكاليفه.. و في السادس من اكتوبر 73 انطلق المارد ليعبر قناة السويس ويحطم خط بارليف ويحقق الانتصار وراء الانتصار علي ارض سيناء.. وعندما توقف القتال في 28 أكتوبر 73.. كانت قواتنا بسيناء في أوضاع عسكرية سليمة.. ولديها من الأسلحة والمعدات والذخائر مايجعلها قادرة علي القتال طويلا.. واصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت بيانا عسكريا قدم تصورا كاملا للموقف جاء فيه ان قواتنا في سيناء تحتل الشاطئ الشرقي لقناة السويس ويعمق من 12 إلي 17 كليومترا بجانب مدينة القنطرة شرق.. عدا ثغرة في الدفرسوار شمالا بطول 7 كيلومترات ملاصقة للبحيرات المرة.. وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها قواتنا شرق قناة السويس 3 آلاف كيلو متر مربع.. ولاتوجد قوات للعدو اطلاقا غرب القناة في القطاع الشمالي من طريق الإسماعيلية .. كما لاتوجد أي قوات له اطلاقا في اي مدينة من مدن القناة الرئيسية السويسوالإسماعيلية وبورسعيد.. ولكن توجد بعض وحدات العدو منتشرة ومتداخلة بين قواتنا في بعض الاجزاء غرب القناة .. وان الامداد والتموين الي جميع قواتنا شرق القناة مستمر وبصورة منتظمة. مباحثات الكيلو 101 ومع توقف القتال بدأت مباحثات الكيلو 101 ولم تكن مباحثات سهلة انتهت بين يوم وليلة بل استمرت 17 اجتماعا لمدة شهر واستكملت بست جلسات في إطار مؤتمر السلام الذي عقد بجنيف من 26 ديسمبر 1973 وحتي 9 يناير 1974 وتم التوقيع علي اتفاقي فض الاشتباك الاول والثاني.. لتأتي بعد ذلك مفاوضات السلام وكامب ديفيد جاء اول اعلان رسمي عن مشكلة طابا في مارس 1982 قبل شهر واحد من اتمام الانسحاب الاسرائيلي من سيناء عندما اعلن رئيس الجانب العسكري المصري في اللجنة المصرية الاسرائيلية ان هناك خلافا جذريا حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91.. وحرصا من القيادة السياسية المصرية علي اتمام الانسحاب الاسرائيلي اتفق الجانبان علي تأجيل الانسحاب من طابا وحل النزاع طبقا لقواعد القانون الدولي وبنود اتفاقية السلام.. وبالتحديد المادة السابعة التي تنص علي ان تحل الخلافات بشأن تطبيق او تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات.. واذا لم يتيسر حل الخلاف نتجه للتوفيق او التحكيم. إسرائيل تتلاعب ونص الاتفاق المؤقت الذي وقعته مصر واسرائيل علي عدم قيام اسرائيل ببناء اية منشآت في المنطقة لحين الفصل في النزاع.. ولكن اسرائيل اعلنت في 15 نوفمبر 1982 عن افتتاح فندق سونستا طابا .. وانشاء قرية سياحية.. كما قامت ببعض الاعمال الرمزية كنوع من فرض سيادتها علي طابا.. كما ماطلت اسرائيل في اللجوء الي التحكيم مطالبة بالتوافق وهو ما رفضته القيادة السياسية المصرية واجبرت اسرائيل علي القبول بالتحكيم.. وقد نصت المادة الثانية من معاهدة السلام ان الحدود الدائمة بين مصر واسرائيل هي الحدود الدولية المعترف بهابين مصر وفلسطين تحت الانتداب البريطاني واقر الطرفان بان هذه الحدود مصونة ولا تمس.. وفي ابريل 1981 بدأت اللجنة المشتركة تحديد العلامات الحدودية ثم توقفت عند موقع العلامة 91 فوجدوا تغيرا في موقعها الي اسفل الوادي.. وعندما صعدت اللجنة المصرية الجبل وجدت بقايا العلامة طبقا للخرائط التي بحوزتها. فلم يقبل الوفد المصري بما يحاول الاسرائيليون ايهامهم به.. وماطلت اسرائيل لمدة 45 شهرا حتي وافقت في يناير.. عام 86 علي التحكيم.. ودخل الجانبان في مفوضات لصياغة مشارطة التحكيم والتي انتهت في سبتمبر من نفس العام. الحق التاريخي كانت مصر واثقة من حقها التاريخي في طابا فاستخدمت كافة الوثائق الدبلوماسية والقانونية والمخطوطات النادرة لاثبات حقها.. فقد تم تشكيل اللجنة القومية العليا من ابرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية.. وقد مثلت الوثائق المصرية حوالي 61٪ من الادلة المادية .. وقد قسمت الي مجموعات بدء من قبل عام 1892 واعتراف الباب العالي العثماني بتحديد الفاصل بين الولاية المحروسة وبقية الاملاك العثمانية .. مرورا بعام 1922 وقيام دولة مصرية ذات سيادة.. والانتداب البريطاني علي فلسطين واعطاء الحد الفاصل صفة خط الحدود الدولي.. وانتهاء بوجود قوات الطوارئ الدولية التابعة للامم المتحدة علي الحدود بعد العدوان الثلاثي عام 1956 وحتي يونيو 67 وزعمت اسرائيل ان علامات الحدود ازيلت بفعل العوامل الطبيعية حيث عوامل التعرية والحقيقة انها هي التي ازالتها بنفسها وادعت كذبا عكس ذلك وبعد تقديم الكثير من الادلة والمستندات والتقاريركان منها صور لجنود مصريين تحت شجرة دوم في هذه المنطقة التي تشتهر بوجود شجر الدوم فيها وقدمت للمحكمة كل الحجج والدلائل والبراهين التي تؤكد ان هذه البقعة كانت دائما تحت سيطرة وسيادة مصر. و قدمت للمحكمة صورة الجنود المصريين تحت شجرة الدوم في هذه المنطقة.. وكانت هذه الشجرة مازالت موجودة أثناء عملية التحكيم وكانت شاهد اثبات علي حق المصريين . الحلقة الاخيرة وفي يوم الخميس 29 سبتمبر 1989 كان العالم اجمع مع موعد الحلقة الاخيرة في ملف السيادة المصرية علي طابا.. ففي جلسة تاريخية بقاعة مجلس مقاطعة جنيف حيث كانت تعقد المحكمة الدولية جلساتها برئاسة القاضي السويدي جونار.. اعلنت المحكمة بالحق وعودة الارض لاصحابها.. وطابا الي مصر.. وتكون الحكم من 230 صفحة.. وفي 19 مارس 1989 تم رفع العلم المصري علي طابا في احتفال جماهيري.