ابحث عنها، في كل مكان، وفي كل الاوقات، وبين كل المخلوقات، علني اراها في ضحكة طفلة بريئة، في وجه رضيع، في رقة فراشة، أو اسمع صوتها في زقزقة عصفور، أو تغريد كروان، أو نغمة كمنجة، أو ربما اجدها في تواضع العلماء، في سيرة الانبياء، أو بين آيات الله. هي كل ذلك، كاملة الأوصاف، وجهها كالبدر بشوش، عيناها خجولة، لسانها عفيف، حياؤها ظاهر، لا تري منها إلا ابتسامة رضا، ولا تسمع منها إلا تسبيحا وحمدا لله، لا تغضب، ولا تتآمر، لم تشك يوما، ولا تطلب شيئا، وتعيش في حالة استغناء دائمة عن البشر والاشياء. تراها في أول صفوف الخير، وفي أولي جلسات الصلح، فقد خلقها الله لتهدي العباد، تعفو إذا قدرت، وتحسن دائما. تنسي نفسها لتتذكرني، وتشقي لاستريح، وتسهر لانام، تتألم لالمي، وتفرح لفرحي، وتحزن لحزني.. فهي مرآتي، وبوصلتي، وبغيتي. علمتني الحب، والحق، والعدل، والعفو، والايمان، والاخلاص.. وأن أصبح رجلا حرا، احفظ كلمتي، واصون عهدي وافتدي بلدي. هي دي أمي، وكل أم مصرية. كل عام وأمهات مصر بخير. وتعظيم سلام لامهات شهداء الثورة، فلولا تربيتكن لشهدائنا، ما كانت الثورة.