10 ممرات طوارئ واستخدام أحدث وسائل الأمان وإطفاء الحريق النفق الواحد يسمح بمرور 50 ألف سيارة في اليوم الواحد.. وبوابات إلكترونية للتفتيش قبل الدخول عبور قناة السويس منذ أكثر من 40 عاماً وبالتحديد قبل يوم السادس من أكتوبر عام 73 كان تحدياً كبيراً للمصريين وللعالم أجمع، ولكن بعزيمة وإصرار المصريين قهروا المستحيل، واليوم يصنعون تاريخاً جديداً بعبور جديد لقناة السويس، عن طريق »أنفاق الخير»، 4 أنفاق للسيارات، بواقع نفقين بالإسماعيلية و2 آخرين ببورسعيد، ويجري العمل علي قدم وساق علي مدار 24 ساعة، 7 أيام بالأسبوع.. ليسطر المهندسون المصريون تاريخاً جديداً كما فعلوها من قبل، لنقل مصر لمرحلة العبور الجديدة نحو المستقبل بسواعد وأياد مصرية، لربط أرض الفيروز، بالوطن الأم. تحدي التحدي وتحت شعار »تحدي التحدي» الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعمل 3 آلاف مهندس وفني وعامل في مشروع الأنفاق ليلاً ونهاراً، من أجل الانتهاء من المشروع في الوقت المحدد، لتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف العبء عن المواطنين في التنقل من وإلي سيناء، بالإضافة إلي ربطها بالوادي. مشروعات أنفاق السيارات، التي تتم في محافظة الإسماعيلية وبورسعيد تأتي في إطار عملية التنمية الشاملة للدولة المصرية، وفي إطار تنمية محور قناة السويس أيضا، وهناك ماكينتا حفر تعمل في مشروع أنفاق الإسماعيلية، وهي ملكية مصرية خالصة وليست مستأجرة كما توجد ماكينتان أخريان تعملان في أنفاق بورسعيد وهما أيضا ملكية مصرية خالصة. »الأخبار» كانت هناك وخطت أول 1400 متر داخل النفق الجنوبي و1100 متر بالنفق الشمالي يتم الانتهاء من حفرهم بالكامل والانتهاء من الجسم الداخلي للنفق، ولا يتبقي سوي »رصفه»، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الحفر بالكامل، وهناك رصدنا لحظات العمل والأمل داخل المشروع العملاق. الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تشرف علي عملية إنشاء أنفاق محافظة الإسماعيلية، وذلك بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، حيث تتولي شركة بتروجيت عملية إنشاء النفق الجنوبي، وتتولي شركة كونكور عملية إنشاء النفق الشمالي، بحجم عمالة يبلغ 3 آلاف استشاري ومهندس وفني وعامل. ومشروع أنفاق شمال الإسماعيلية، يتكون من نفقين للسيارات تمر أسفل قناة السويس بمنطقة شمال الإسماعيلية، ويربط نفقي السيارات الطريق الدائري بالإسماعيلية، وطريق »الإسماعيلية - بورسعيد» في الغرب بطريق رأس سدر، من خلال سطحية وتقاطعات حرة عن طريق كباري علوية. ويتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 500 متر من طول النفق والتي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ، وكل نفق يخدم اتجاها مروريا واحدا، ويحتوي علي حارتين، عرض الحارة الواحدة 3.65 متر، ويتم تهوية النفق عن طريق مجموعة من البيارات، التي تستخدم أيضا في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ، ومشروعات الأنفاق الجاري إنشاؤها بالإسماعيلية، تعد الأكبر علي مستوي العالم. ويبلغ القطر الداخلي للنفق 11.4 متر، والقطر الخارجي 12.6 متر، والمسافة الفاصلة بين النفقين 12.6 متر، ويبلغ سمك الجدار الخرساني للنفق 60 سم، بارتفاع 5.5 متر.. كما تم تصميم مداخل ومخارج الأنفاق علي إنحدار 3٫3 %، وتم تنفيذ مدخل النفق بالجانب الغربي لقناة السويس. ويصل طول النفق الواحد 4830 متراً، و6830 متراً بالمداخل والمخارج، كما أن أقصي عمق للنفق يبلغ 45 متراً أسفل قناة السويس. ومن المخطط إنشاء بوابات الكترونية علي أحدث مستوي عالمي، مثبتة علي مداخل قبل الدخول النفق لتفتيش السيارات، كما أن القدرة الاستيعابية لعبور السيارات للنفق تبلغ 50 ألف سيارة في اليوم، بواقع 100 ألف سيارة في النفقين الشمالي والجنوبي. روعي في عملية إنشاء النفق أن يحتوي علي أحدث منظومة لإطفاء الحرائق علي مستوي العالم، حيث سيتم السيطرة علي أي عملية حريق قد تنشُب خلال 3 دقائق فقط، واخمادها ذاتياَ، وقد روعي أثناء عملية الإنشاء والتنفيذ التوسعات المستقبلية لقناة السويس. وتم تجميع ماكينة الحفر علي مرحلتين، الأولي تمت خارج النفق بأيادي عمال ومهندسين مصريين بإشراف الشركة الألمانية المصنعة للماكينة، والمرحلة الثانية تم تجميعها مع بداية مسار النفق، ويبلغ عدد العاملين داخل الماكينة 25 متخصصا، يقومون بورديات كل 12 ساعة. ويعد أخطر مكان في الأنفاق الجديدة هو المنطقة التي تمر بها في قناة السويس، سواء كانت القناة القديمة أو الجديدة، التي يصل طولها إلي 24 مترا، والمسافة بين النفق وبين قاع قناة السويس 16 مترا، وهذا السمك تم حسابه وفقا لمعايير هندسية دقيقة. أهمية الأنفاق تعد المهمة الأساسية للأنفاق، هي رفع المعاناة عن المواطنين، وذلك بسبب طول أوقات الانتظار التي تصل لأكثر من 6 ساعات نتيجة تكدس السيارات والشاحنات، عند المعديات ونفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس سواء كانت تلك السيارات محملة بضائع أو ركاب، بالإضافة إلي المساهمة في عملية التنمية الشاملة التي تسعي إليها القيادة السياسية والحكومة، لتوفير حياة كريمة للمواطنين، مما سيسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة بسيناء بمشروعات زراعية وصناعية ومعدنية لخدمة أهالي سيناء، وانطلاقا من قاعدة واستراتيجية الأمن القومي، التي تتطلب ربط سيناء بالوطن الأم... كما أن الأنفاق ستساعد في اختصار زمن الرحلة من القاهرة إلي سيناء خلال مدة لا تتجاوز الساعتين. الشبكة القومية للطرق ومشروعات الأنفاق التي تتم في محافظات القناة الثلاثة، ومن ضمنها الإسماعيلية، سيتم ربطها بالشبكة القومية للطرق، والشبكة القومية للسكك الحديدية، وقد تم بناؤها وفق دراسات استراتيجية، ولم يتم بناء الأنفاق بطرق عشوائية، أو في أي مكان. الأخبار التقت عدداً من العمال ويقول محمد أبو بكر عامل تركيبات، أنه يعمل في المشروع منذ عدة أشهر، مؤكداً فخره بالعمل في المشروع الذي سيعمل علي المساهمة في عملية التنمية في سيناء ومدن القناة.. وأوضح أن الاجر مناسب جداً بالنسبة لحجم الأعمال المكلف بها. فيما أكد محمد إبراهيم »مشرف لحامين» بالمشروع، أن الذي يعمل بالمشروع هم المهندسون والفنون والعمال المصريون، ويعملون ليلا ونهارا علي مدار الأربعة والعشرين ساعة لسرعة لتنفيذ المشروع، واصفاَ مشروع أنفاق الإسماعيلية بالمشروع القومي الذي سينقل مصر نحو المستقبل.. مؤكداً أنه يحدثه أبناؤه الثلاثة يومياً عن عظمة المشروع، وفخره بأنه جزء من العمال الذين يبنون مستقبل أفضل لمصر. بينما يقول علي محمود، عامل بأنه يعمل في المشروع منذ فترة كبيرة، وأن الشركة التي تشرف علي تنفيذ النفق قامت بتوفير أماكن للعاملين بجوار المشروع، لكي يكونوا قريبين من موقع العمل بالإضافة إلي توافر الخدمات الطبية للعاملين داخل المشروع.