تُشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة علي عملية إنشاء مشروع الأنفاق أسفل قناة السويس بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، بعمالة تتعدي 3 آلاف من المهندسين والعمال المشهود لهم بالكفاءة، إضافة إلي مشاركة عناصر من الهيئة الهندسية. نجحت الإرادة المصرية في إنهاء أكثر من 45% من حجم العمل المطلوب في الأنفاق في وقت قياسي، وبات من المقرر افتتاح المشروع منتصف العام المقبل. مشروعات أنفاق السيارت والسكك الحديدية التي تتم في محافظاتالإسماعيلية وبورسعيد والسويس تأتي في إطار عملية التنمية الشاملة للدولة المصرية وتنمية محور قناة السويس وتوجد ماكينتا حفر تعمل في مشروع أنفاق الإسماعيلية كما توجد ماكينتان أخريان تعملان في بورسعيد وهما ملكية مصرية. ومشروع أنفاق شمال الإسماعيلية، يتكون من ثلاثة أنفاق، نفقين للسيارات وآخر للسكة الحديد، والأنفاق الثلاثة تمر أسفل قناة السويس بمنطقة شمال الإسماعيلية ويربط نفقي السيارات الطريق الدائري بالإسماعيلية، وطريق الإسماعيلية، بورسعيد في الغرب بطريق رأس سدر، من خلال سطحية وتقاطعات حرة عن طريق كباري علوية. والنفقان يتم ربطهما بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة التي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ وكل نفق يخدم اتجاهاً مرورياً واحداً، ويحتوي علي حارتين ويتم تهوية النفق عن طريق مجموعة من البيارات التي تستخدم أيضاً في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ، ومشروعات الأنفاق الجاري إنشاؤها بالإسماعيلية، تعد الأكبر علي مستوي العالم. وتأتي الأهمية الرئيسية للأنفاق في رفع المعاناة عن المواطنين وذلك بسبب انتظارهم وانتظار السيارات عند المعديات ونفق الشهيد أحمد حمدي. وبعد الانتهاء منها سيعود ذلك بأثر كبير علي المواطنين من خلال المساهمة في تخفيض وقت رحلة عبور البضائع والشاحنات، ما سيساهم في تقليل الأموال الخاصة بعملية النقل والشحن والتفريغ والوقت، وهي موجودة بمنطقة شمال الإسماعيلية، بعلامة كيلومتر 73.250 ترقيم قناة، وتتكون كل مجموعة من نفقين للسيارات بمعدل نفق لكل اتجاه مرور ونفق للسكة الحديدية، وتم تصميم هذه الأنفاق بقطر خارجي 12.6 متر وعلي عمق 16 20 متراً أسفل منسوب قاع المياه لقناة السويس ويبلغ إجمالي أطوال هذه الأنفاق. ومشروعات الأنفاق التي تتم في محافظات القناة الثلاثة، ومن ضمنها الإسماعيلية سيتم ربطها بالشبكة القومية للطرق، والشبكة القومية للسكك الحديدية وقد تم بناؤها وفق دراسات استراتيجية، ولم يتم بناء الأنفاق بطرق عشوائية أو في أي مكان. كما أن الأنفاق ستساعد في ربط سيناء بجميع محافظات الجمهورية ليستطيع المواطن الوصول من القاهرة إلي سيناء خلال مدة لا تتجاوز الساعتين سواء كان من خلال نفق السيارات أو النفق المعد لقطار السكة الحديد وأن القطار سيعبر في وقت واحد وفي زمن واحد ولا يقابله قطار آخر لزيادة نسبة الأمان ومعدلات السلامة داخل النفق الأرضي. وتم إرسال عدد كبير من المهندسين المصريين منذ فترة من الشركات المدنية إلي ألمانيا من أجل التدريب علي تشغيل وصيانة ماكينات الحفر وقاموا بممارسة مهام عملهم فور عودتهم وسط إشادة كبيرة من الجانب الألماني في سرعة استيعاب المصريين لتكنولوجيا حفر الأنفاق. وتوجد شركتان رئيسيتان تعملان في مشروعات الأنفاق في الإسماعيلية وهي شركتا بتروجت وشركة كونكر بالإضافة إلي أن هناك عددا من الشركات الصغيرة، تقوم بمساعدة تلك الشركات الكبيرة في عملها، وتم تجهيز مصنع لإعداد وتجهيز الخرسانات الجاهزة؛ وقطع سيجمنت التي تستخدم في إنشاء النفق الأسطواني أسفل المجري المحلي لقناة السويس، وتم بالفعل إنتاج هذه القطع، ويتم الآن تجميعها وتشوينها في مخازن مكشوفة بالقرب من مسار فتحة النفق، حتي تكون قريبة من ماكينة الحفر. والأسمنت المستخدم في تجهيز الخرسانات من نوع الأسمنت المقاوم لكل العوامل الخارجية والتعرية التي قد تطرأ علي التربة سواء من مياه جوفية أو تسريبات من مياه المجري الملاحي والأسمنت الخاص بالمشروع يتم تصنيعه في المصانع المصرية، بمنطقة سيناء والوادي، ويتم توريدها للمشروع بأسعار خاصة كما يتم دعم هذه القطع بحديد تسليح ذي كفاءة عالية وتخانات عالية، ما يجعلها قادرة علي تحمل ضغط التربة والأحمال الثقيلة، وضغط مياه قناة السويس التي يكمن أسفله. وانتهت عملية شفط المياه الجوفية مع بداية فتحة النفق، وتهيئة منزل النفق من الاتجاه الغربي لتهيئة المكان لدخول ماكينة الحفر العملاقة، التي تتطلب ظروفا خاصة وطبيعة معينة للتربة، خاصة أن ماكينة الحفر ذات أوزان ضخمة للغاية، وقد تم تجميعها علي مرحلتين الأولي خارج النفق بأيادي عمال ومهندسين مصريين بإشراف الشركة الألمانية المصنعة للماكينة، والمرحلة الثانية تم تجميعها مع بداية مسار النفق. تجارب حفر الأنفاق في العالم تشير إلي أنه لم يتم إنشاء نفق بهذا الحجم في توقيت لا يقل عن 5 سنوات تقريباً وقد تم إنشاء مصنع الحلقات الخرسانية الذي تم إنشاؤه بجوار منطقة أنفاق الإسماعيلية لعمل الحلقات اللازمة لجسم النفق بدلاً من نقلها من أماكن تصنيعها وتضييع الوقت بدون داع، ومصنع الخرسانة مزود بخطي إنتاج قادر علي إنتاج أكثر من 80 حلقة خرسانية يوميا بما يعادل 30 مترا طوليًا. أصعب وأخطر مكان في الأنفاق الجديدة هو المنطقة التي تمر بها في قناة السويس، سواء كانت القناة القديمة أو الجديدة، التي يصل طولها إلي 24 مترا، والمسافة بين النفق وبين قاع قناة السويس 16 مترا وهذا السمك تم حسابه وفقا لمعايير هندسية دقيقة.