لو علم المهندس هاني أبوريدة حقيقة وحجم تطلعات جماهير الكرة المصرية وسقف طموحاتها في المرحلة القادمة، لتصرف بالتأكيد تجاه قائمته وترتيبات قيادته الوشيكة وشبه المضمونة لاتحاد الكرة علي نحو أفضل بكثير مما جري في الآونة الأخيرة من تحركات عند وضع وحسم القائمة التي يخوض بها انتخابات الجبلاية يوم 30 أغسطس المقبل. أبوريدة والذين معه من العشرة المبشرين بمقاعد مجلس إدارة الاتحاد لديهم جميعاً، أو معظمهم، فرصة كبيرة لكسب ثقة واختيار الجمعية العمومية، ولكن ما جري من اتفاقات وما عقد من صفقات من أجل ∀ ترضية ∀ فلان وإبعاده عن المنافسة علي مقعد رئاسة الاتحاد وشراء خاطر علان بطريقة أو بأخري، كلها تفاصيل علي أهميتها وغرابتها لا مجال للخوض فيها ، الان علي الاقل ، وكشف ظلالها المستقبلية الخطرة علي مسيره اتحاد تتطلع معه ملايين الجماهير لعمل إصلاحي وحقيقي يضع اللعبة الشعبية الأولي وذات التأثير القوي علي مشاعر الجماهير والمزاج العام للناس، ومن هذا المنطلق ومع غلق باب الترشح نري من الضروري ومن باب الحرص علي المسئولية العامة أن نضع أمام هاني أبوريدة عدداً من النقاط التي نراها مهمة : أولا: علاقة هاني أبوريدة عضو تنفيذية الفيفا بالجمعية العمومية للاتحاد المصري لم تكن بحاجة للتحسب من منافسة الكابتن سمير زاهر أو غيره، فالجمعية التي أعطت ثقتها إلي زاهر لأكثر من دورة سابقة وأدي من الجهد والفكر ما نال الاستحسان والشكر كثيراً والنقد والسخط قليلاً، لكن الكل يدرك أن لكل وقت أذانا، وان صوت أبوريدة هو المطلوب سماعه الآن. ثانياً: خلاف الكابتن أحمد شوبير مع بعض أعضاء القائمة التي استقر عليها أبوريدة، دفع الأخير للتوجه إلي منزل شوبير ليلاً لكن جلسة الساعات الأربع لم تفلح في رأب الصدع، وما جري من اتفاق سري بين الاثنين فقط وانتهي بإعلان شوبير اعتذاره عن عدم الترشح، هذا الاتفاق السري لا يجب أبدا أن يلقي بظلاله علي علاقة العمل المستقبلية أو ينال من وحدة المجلس ، فالأسباب والتفاصيل والحقائق لم تعلن بعد، والضرب الإعلامي في واحد بعينه سيكون تحت الحزام. ثالثاً، في قائمة أبورية لا تبدو وحدة العمل الجماعي مكتملة، وإذا كان الاتفاق واضحا وصريحا علي تولي حازم الهواري مهمة نائب الرئيس وهو الجدير بها وله من الخبرة وقوة الصلة بالجمعية العمومية ما يؤهله لهذا، فإن المطلوب العلاج الكامل للعلاقات البينية داخل هذه المجموعة خاصة إذا وصلوا جميعاً أو معظمهم إلي قيادة الاتحاد.. واتوقف هنا تحديداً عند علاقة الهواري مع أحمد مجاهد والتي فيما يبدو لم تمح آثارها حتي بعد جلستهما صدفة بمكتب الوزير . رابعاً.. هاني أبوريدة عضو تنفيذية الفيفا وصاحب الحضور اللافت في الكاف لابد أن يتصدي وبقوة ووضح للهدايا المجانية التي يسعي موظفو الجبلاية تقديمها له ولقائمته بتسهيلات انتخابية مفضوحة وخارقة لمبدأ تكافؤ الفرص وحفظ حقوق بقية المرشحين .. العملية مش مستاهله ! خامساً: هاني أبوريدة بخبراته وعلاقاته ورؤيته هو وكثير من الذين معه في قائمته، عليهم مسئولية كبيرة وأمامهم فرصة تاريخية لإصلاح أوضاع الكرة المصرية وتطوير أو تفوير مسابقتها ولجانها وقطاعاتها ومنتجاتها، ووضع الكرة المصرية علي الطريق الاحترافي الحقيقي وتنشيط آليات صناعة الكرة والكثير من الآمال المعلقة علي وجود أبوريدة الذي عليه أن يدرك أنه ليس مثل غيره ممن سبقوه.. ولا يجب أبدأ أن يكون مثلهم.. وأن وضعيته الدولية تحتم عليه دوراً داخلياً كبيراً وتلقي عليه بمسئوليات أعظم.. وإلا.. يبقي ما فيش فايدة!