استخدام الشاحنات في العمليات الإرهابية تطور كثيرًا لدي الجماعات الإرهابية وهي رسالة قوية لفرنسا بانها أصبحت مهددة في أمنها القومي وعلي الجميع أن يتكاتف لمواجهة الإرهاب. وتشير صحيفة الجارديان البريطانية إلي أن داعش والقاعدة نفذتا هجمات متكررة في فرنسا خلال السنوات الماضية، لكن استخدام الشاحنات في تنفيذ عملية إرهابية أسلوب جديد يكشف طبيعة تطور تكتيكات العمليات الإرهابية، مشيرة إلي أنه إرهاب لا يمكن التنبؤ به. وأوضحت الصحيفة أن استخدام شاحنة عادية في العملية يشكل أسوأ الكوابيس التي يمكن أن يتوقعها مسؤولو الأمن، ويضع الأجهزة الأمنية الأوروبية في مأزق، حيث تصبح أي سيارة تسير علي عجلات بمثابة تهديد محتمل. ويقول بيتر بيرجن، محلل شئون الأمن القومي الأمريكي، إن استخدام الإرهابيين والمنظمات الإرهابية للشاحنات في تنفيذ الهجمات الإرهابية لا يعتبر أمرًا جديدًا. ففي سبتمبر 2014، حث أبومحمد العدناني المتحدث باسم تنظيم داعش علي مثل هذه الهجمات والقيام بدهس من وصفهم "بأعداء الدولة". وقال العدناني في خطابه بتاريخ 2014: «إذا لم تتمكن من العثور علي رصاصة أو قنبلة، فقوموا بتهشيم رءوسهم بصخرة أو بالذبح أو ادهسوهم بسيارة أو ارموهم من مكان مرتفع أو حتي اخنقوهم أو سمموهم». وتابع بيرجن قائلا: "قبل ذلك وفي العام 2010 شجع تنظيم القاعدة في اليمن علي استخدام السيارات كأسلحة، حيث حث التنظيم في مقال علي مجلة تابعة له إلي تحويل السيارات وعربات «البيك آب» إلي آلات جز، ولكن ليس لجز العشب بل لجز أعداء الله علي حد وصفهم." لكن استخدام السيارات في تنفيذ هجمات علي المارة في أوروبا نادر الحدوث، فقبل 9 سنوات اقتحم اثنان من المهاجمين المحبطين واجهة مطار جلاسجو في اسكتلندا، وفي عام 2013 استخدم رجلان، في لندن، سيارتهم في دفع جندي وإسقاطه قبل أن يقوما بطعنه حتي الموت. وفي فرنسا وقع حادثان عام 2014 أحدهما في مدينة ديجون وسط البلاد والثانية في نانت غربها خلال يومين وكان منفذا الهجوم وقتها أشخاص لهم سجل نظيف، وامتنعت السلطات عن وصف الهجمات بالإرهاب. وبحسب الخبراء فإن خطورة العملية تكمن في «استخدم المهاجم لوسيلة منتشرة لا تثير حفيظة الأمن، في العادة، وهو ما جعل المهاجم ينطلق بحرية تامة ليدهس العشرات ويحقق أكبر قدر من الأذي دون الاضطرار لاستخدام متفجرات أو أسلحة تحتاج إلي وقت وشبكة معقدة من الإرهابيين لتهريبها ووصولها إلي المكان المستهدف». ويضع هجوم نيس الدامي كل ما يسير علي عجلات موضع اشتباه، مما يضيف عبئا أمنيا ثقيلا علي أجهزة المخابرات والشرطة، ويجعل خطر وقوع حادث مماثل قائم دائما في جميع أنحاء أوروبا وليس فرنسا فقط.