سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرنسا في مرمى التنظيم الإرهابي على الدوام.. رسائل "داعش" لم تخلو من التحريض على قتل المدنيين والعسكريين نحرًا أو دهسًا أوحريقًا.. ووصفها بدولة "الكفر"والأنجاس
لم يخلو حديث للمتحدث باسم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبومحمد العدناني، إلا وذكر فيه "فرنسا"، وتوعد "باريس" بالعمليات الانتحارية والقتل، وكأن هذه الدولة المقصد الأول الذي يسعى التنظيم الإرهابي للسيطرة عليه أو الثأر منه. رسائل عدة حملها حديث المحرض الأول ل"داعش" في خطاباته، دعا من خلالها إلى استهداف فرنسا بعدما وصفها ب"دولة الكفر"، فقال نصًا: "إذا قدرت على قتل كافر أميركي أو أوروبي، وأخصّ منهم الفرنسيين الأنجاس، فتوكّل على الله واقتله بأيّ وسيلة أو طريقة كانت، سواء أكان مدنيًا أو عسكريًا، فهما في الحكم سواء". وشرع العدناني للمتطرفين ممن أطلق عليهم "ذئابه"، اعتماد أمور أخرى في حال عدم توافر المعدات العسكرية لقتل المدنيين، وقال: "إنْ عجزت عن العبوة أو الرصاصة، فارضخ رأسه بحجر أو انحره بسكين أو أدهسه بسيارتك، أو أرمه من شاهق أو أكتم أنفاسه أو دُس له السمّ، وإن عجزت فاحرق منزله أو سيارته أو تجارته أو زراعته". وعاود التنظيم الإرهابي بث فيديو قديم، أمس، تزامنًا مع تبنيه الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة باريس الفرنسية، بعنوان "رسالة إلى فرنسا"، أظهر توعدهم سابقًا بتنفيذ عمليات إرهابية داخل باريس، وقالوا فيها نصًا: "رسالتنا للمسلمين الفرنسيين لماذا لم تهاجروا، وكيف يطيب لكم العمل في بلاد الكفر، إن لم تستطيعوا الهجرة فعليكم بضرب بيوت الكافرين في باريس، لأنه سيأتي اليوم الذي تنسد في الحدود ولا يبقي لكم حينها سوى الدموع والندم"، مطالبين من وصفوهم ب"الموحدين إلى مبايعة الإرهابي أبوبكر البغدادي، بزعم أنه "امير المؤمنين". فرنسا التي تعد أكبر مصدر أوروبي للمقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، كانت هدفًا واضحًا لهم بعدما انضمت إلى الولاياتالمتحدة في قصف مواقع "داعش" في العراق، واستضافت، اجتماعًا لدعم العراق، بعد زيارة قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى العراق. أسباب عدة أظهرتها التهديدات المستمرة من التنظيم في إصدارتها، وكشفت النقاب عن الأهداف التي تقف خلف استهداف "باريس" دون غيرها، وهو ما أكدته صحيفة "لوموند الفرنسية"، فلم يكتف التنظيم بالدعوة لاستهداف المصالح الفرنسية في أفريقيا والشرق الأوسط، بل تطور إلى السعي لتجنيد عدد كبير من الفرنسيين، والسعي لشن حرب طويلة المدى على الأراضي الفرنسية. تنظيم "داعش" يستهدف فرنسا لأسباب عدة، فهي تضم أكبر طائفة مسلمة في أوروبا، وهي قريبة نسبيا من مسرح الحرب في سوريا، إضافة إلى ماضيها الاستعماري وتدخلاتها العسكرية في المنطقة، وطبيعتها العلمانية، وهي بذلك تمثل في الوقت ذاته هدفا للعمليات ومصدر استقطاب للمقاتلين، فالمطلوبين للتجنيد يتم استقطابهم عبر ثلاث طرق أساسية، عبر "مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر"، والمجلات الإلكترونية ومقاطع الفيديو". فمنذ إعلان ما يسمى ب"الخلافة" تزايد ظهور المقاتلين الفرنسيين في التسجيلات التي يصدرها التنظيم، وقد أعلن المقاتل الفرنسي المنحدر من منطقة "نيم"، إبراهيم الخياري، في تسجيل فيديو ظهر في 14 أكتوبر من عام 2014، أن "فرنسا وحدها في حالة حرب مع تنظيم الدولة". وضع التنظيم الإرهابى فرنسا في مرماه دائمًا، الأمر الذي حذر منه القاضي الفرنسي "مارك تريديفيك"، المكلف سابقا بقضايا الإرهاب في محكمة باريس العليا، والذي أكد في أكتوبر الماضي من احتمال تنفيذ تنظيم داعش الإرهابي هجوما كبيرا داخل فرنسا يضاهي هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 خطورة وتعجز سلطات الأمن الفرنسية عن مواجهته. وهو ما أكده القاضي الفرنسي، أن فرنسا أضحت تشكل العدو رقم واحد بالنسبة ل"داعش" الذي دخل في طور الإعداد لهجمات كبيرة ضدها، لافتا إلى أن السلطات الفرنسية لن تستطيع منع هذه الهجمات بسبب عدم نجاح الوسائل الفرنسية في محاربة الإرهاب، مشددًا على أن فرنسا مهددة بهجمات "داعش" أكثر من الولاياتالمتحدة ومن السهل ضربها، وذلك بسبب موقعها الجغرافي القريب من مناطق ينتشر فيها ارهابيو التنظيم وإمكانية دخول أحد الإرهابيين إليها بشكل قانوني قادما من سورية. وتابع بحديثه: "إن التنظيم الإرهابي لديه الوسائل والأموال والقدرة على الحصول على الأسلحة مذكرا بالتقارير التي وضعها خبراء استخباراتيون فرنسيون تحدثوا فيها عن تخطيط تنظيم داعش لعملية بحجم هجمات11 سبتمبر في فرنسا".