يظل القادة العظماء في تاريخ البشرية نجوما مضيئة في جبين الأمم، ولم ينتشر ذكرهم ويعلقوا في أذهان الناس إلا لأنهم يمثلون القاعدة الشاذة في التاريخ الإنساني، ولأن الكثرة الكاثرة من الحكام كانوا من الطغاة الظالمين. ومن أجمل الكتب كتاب طبائع الاستبداد الذي عرفه فيه مؤلفه عبدالرحمن الكواكبي بانه " التصرف في الشئون المشتركة بمقتضي الهوي ". وقد وصل الأمر بنا في العصر الفاسد إلي طاغية لا يحاسبه أحد ، وتعريف الطاغية هو الباطش الجبار ، وإلي طواغيت ينفذون ما يريد ، وما يخدم مصالحهم دون أن يرمش لهم جفن وتعريف الطواغيت هو الشياطين ، ويعمدون إلي تفتيت الأمة وتمزيقها بكل الطرق حتي يضمنوا بقاءهم في الحكم. كما شاهدنا عيانا في أحداث الفتنة الطائفية أخمدها الله التي أشعلها المستفيدون من استمرار النظام السابق بكل أركانه. وإن الخطر كله في بقاء الحزب الوطني دون حل ، وبقاء المجالس المحلية التي تحكم حتي الآن وتعطل حركة ومصالح المواطنين ، وتقود الثورة المضادة.. من هنا يجب علينا أن ندرك أن للطاغية طغاة آمنوا بفكره ، وطواغيت ما زالوا ينفذونه ويسعون لتفتيت وحدة مصر ومكتسبات الثورة التي ما زال دم ضحاياها من الشهداء ينز في قلوبنا وعقولنا .