يعتبر من أفضل المسلسلات الرمضانية هذا العام.. فقد تمت صناعته بحرفية شديدة من فريق العمل وجميعهم من المبدعين المشهود لهم بالموهبة والإخلاص فيما يقدمونه.. بداية من المنتج الواعي المحترم جمال العدل والنجمة يسرا التي اعادت اكتشاف نفسها من جديد والمؤلفين عبدالله حسن وأمين جمال وأخيراً المخرج الفنان المبدع في أعماله القليلة هاني خليفة.. لقد نجحوا جميعاً في أن يقدموا لنا مسلسلا تدور فكرته الاساسية أنه ليس كل النخبة من المثقفين والمشهورين يصلحون للمناصب القيادية حتي ولو كانت وجوههم جميلة وبريئة وذلك من خلال شخصية د. رحمة التي تعاني من الأمراض النفسية وتبث سمومها في كل من حولها من سكان الكومباوند الفخم الذي يضم نماذج من المواطنين منهم الزوجة الخائنة والزوج المخدوع والمريض نفسيا والهارب من أحكام والنصابون وكأن فريق العمل يقدم نموذجا مصغراً للأحياء المصرية وما يحدث في ترشيحات مجلس الشعب التي تعتمد في المقام الأول علي صفات واهية لا تعبر عن حقيقة تلك الأشخاص.. وقد نجح السيناريو المحبك مع الأداء السهل الممتنع لأميرة الشر الفنانة «يسرا» والمخرج الواعي الملم بكافة أدواته هاني خليفة أن يقدموا لنا لا أقول مسلسلا بل «30» فيلما سينمائيا كل يوم نشاهد ونستمتع بالاداء التمثيلي الرائع لفريق العمل والاثارة الناتجة عن أحداث ليست متوقعة للمشاهدين والصورة المعبرة وتلاحق الأحداث المؤثرة بدون الشعور بأي مط أو تطويل فالجميع كان ينتظر متي وكيف سيتم الانتقام الرباني من تلك المرأة القاتلة التي تكره المجتمع بأكمله بمن فيهم والدتها وأشقاؤها وقد نجحت يسرا في أن تجعلنا ننسي كل رومانسيتها السابقة وخفة دمها وطيبتها النابعة من القلب وتجعلنا ننتظر بفارغ الصبر الانتقام الرباني الذي جاء علي غير توقعاتنا جميعاً علي يد شقيقتها وحبيبها القديم.. ولا أنسي المبدع مدحت العدل الذي كتب كلمات أغنية التتر التي عبرت بكل بساطة وبراعة عن الفكرة الأساسية للمسلسل.