كشف زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية في السودان الراحل حسن الترابي عن أسماء المتورطين في محاولة اغتيال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يوم 26 يونيو 1995 في أديس أبابا ، وأكد أنه والرئيس السوداني عمر البشير لم يكونان يعلمان بالأمر. وأكد الترابي - في حديث لبرنامج "شاهد علي العصر"- الذي سجلته فضائية الجزيرة في عام 2010 ، واحجمت عن بث حلقاته - أنه علم بمحاولة اغتيال مبارك في نفس اليوم الذي أخفقت فيه ، حيث أخبره "بشكل مباشر" علي عثمان محمد طه نائب الأمين العام "للجبهة الإسلامية القومية" التي كان يتزعمها الترابي، عن تورطه في العملية بالمشاركة مع جهاز الأمن العام الذي كان برئاسة نافع علي نافع. ويتوقع أن تثير شهادة الترابي هذه بحق كل من علي عثمان ونافع علي نافع موجة من الجدل في السودان باعتبارها المرة الأولي التي يكشف فيها عن تورط علي عثمان في محاولة الاغتيال ، لاسيما وأن الرجل شغل منصب النائب الأول للرئيس السوداني عدة سنوات قبل أن يبتعد هو ونافع علي نافع - مساعد البشير السابق- عن المناصب التنفيذية مؤخرا، لكنهما ظلا فاعلين في أنشطة الحزب الحاكم.. وقال الترابي بحسب (الجزيرة نت) إن الترتيبات التي قام بها نائب الأمين العام للجبهة برفقة نافع أخفيت عنه وعن الرئيس السوداني، وإن اجتماعا خاصا عقد للنظر في المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون واقترح خلاله علي عثمان محمد طه أن يتم التخلص من مصرييْن عادا إلي السودان بعد مشاركتهما في محاولة اغتيال مبارك.. غير أن الترابي -كما يقول في شهادته المسجلة- اعترض بشدة علي هذا الاقتراح، ليقرر المجتمعون في الأخير العدول عن فكرة القتل. وكشف أيضا أن تمويل العملية تم بمبلغ مالي أخذه علي عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية القومية الذي يبلغ أكثر من مليون دولار. وعن دوافع نائبه إلي التورط في محاولة اغتيال مبارك، أوضح الترابي أن الرجل لم تكن له دوافع شخصية ، حيث جاءه عناصر من جماعة إسلامية، لم تكن من الإخوان المسلمين، وقالوا له إنهم يريدون التخلص من مبارك. مع العلم أن التحقيقات أثبتت تورط عناصر من الجماعة الإسلامية المصرية بقيادة مصطفي حمزة رئيس مجلس الشوري.