لا يخلو منزل في قرية العجميين التابعة لمركز أبشواي بالفيوم، من وجود الكراسي والمناضد المصنوعة من الجريد بطريقة احترافية، حيث تحترف كل أسرها مهنة صناعة الجريد، وعلي الرغم مما سببته الصناعة للعديد من العاملين بها من مشاكل صحية كبيرة، إلا أن الأهالي أبدعوا في هذه المهنة التي تحولت إلي فن خاص بهم. ويقول محمد كمال محمد «أحد محترفي المهنة»: إن صناعة الجريد فن يتقنه معظم أهالي قرية العجميين، حيث تتواجد فيها أكثر من 1000 ورشة وحوالي 10 آلاف أسرة يعملون في هذه المهنة التي سببت لهم مشاكل صحية جسيمة في الظهر والعمود الفقري، ويشير إلي أن معظم من يعمل بها لا يستطيع أن «يصلب طوله»، بسبب المشاكل الصحية ويقول: «نحن نستخدم أيدينا وأرجلنا في الصناعة لفترات تصل إلي أكثر من 15 ساعة يوميًا بهذا الوضع»، مشيرًا إلي أنه من الصعب تطوير هذه المهنة لأنها يدوية وكل الأدوات المستخدمة في الصناعة تحتاج إلي الأيدي والأرجل ولا تستطيع أي آلة تنفيذ ما نقوم بصناعته. ويضيف أن الصنايعي المحترف يصنع 3 كراسي فقط في اليوم وثمن الكرسي 50 جنيها وتكلفته 35 جنيهًا ومكسبه 15 جنيهًا أي أن الصنايعي المحترف دخله اليومي 45 جنيها فقط وهو ما لا يفي بمتطلبات الحياة اليومية، خاصة وأن معظمنا لديه أسر كبيرة وأولاد في المدارس، فما بالك بالصنايعي الضعيف الذي لا يقوي إلا علي صناعة كرسي واحد فقط أو الاتجاه لصناعة «الأقفاص» وثمن الواحد 6 جنيهات ومكسبها 3 جنيهات وأقصي إنتاج للصنايعي المتمكن هو 12 قفصا في اليوم، بمكسب 36 جنيها فقط. محمود عمر