1200 ورشة و 5 آلاف عامل مهددون بالانضمام لطابور العاطلين بسبب انقراض الصناعات البيئية قرية "إمياى" أشهر مكان فى مصر تميز بصناعة الأقفاص من جريد النخل، الصناعة التى باتت الآن مهددة بالانقراض بسبب الإهمال. تضم قرية "إمياى" التابعة لمركز طوخ بالقليوبية أكثر من 1200 ورشة تضم نحو 5 آلاف عامل باليومية، مهددين بالتشرد بسبب المشاكل التى حاصرت صنعتهم منذ سنوات دون أن يسأل عنهم مسؤل واحد من داخل أو خارج الحكومة، برغم أنها أحد أهم المشروعات الصغيرة، وفى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى استحداث وزارة جديدة لهذه المشروعات خاصة الصناعات البيئية المهددة بالانقراض. تتجسد المأسأة على وجوه أصحاب الورش والعمال الذين باتوا مهددين بالانضمام لطابور العاطلي،ن بعد أن كانوا ملء السمع والبصر فى إنتاج وتصديرهذه الأقفاص التى لا يستغنى عنها الفلاح فى تعبئة الخضار والفاكهة ونقلها للأسواق، انتقلت "التحرير" إلى القريه ورصدت المشكله بالصوت والصورة على لسان العمال. كمال مسعد يوسف حاصل على بكالوريوس علوم ويعمل قفاص، أكد أنه يعانى الأمرين من عدم وجود مسمى وظيفى لمهنة قفاص، ولا تثبت كمهنة لصاحبها فى البطاقة رغم أنها مهنة قديمة، ويشتغل بها الآلاف من العمال وتعتبر من الصناعات الحرفيه الاستراتيجية، مطالبًا القوى العاملة واتحاد العمال بإشهار نقابة للقفاصين، حتى يتمكنوا من الدخول تحت مظلة التأمين الصحى ويتم الاعتراف بمهنتهم فى هيئة التأمينات ويتمتعوا بمظلة المعاشات. وقال سعيد شعبان "عامل" إن قرية إمياى تعد أولى قرى الجمهورية فى إنتاج الأقفاص من الجريد، حيث يوجد بها 1200 ورشة تستوعب عمالة أكثر من 5 آلاف عامل، وتورد إنتاجها لتجار الفواكه والخضارعلى مستوى الجمهورية، علاوة على استحداث صناعة أخرى من الجريد كأطقم "الكراسى والترابيزات"، وكل هذا مهدد بالانقراض والتوقف بسبب إهمال الحكومة لأصحاب هذه المهنة، من عدم توفير الرعاية الصحية لهم أو تعويض من يفقد بعضًا من أصابعه أثناء تصنيع الجريد الذى يعتمد على الأسلحة والآلات الحادة. وتابع: هذه المهنة تعتمد فى الأساس على القوة البدنية والعمل اليدوى دون استخدام الآلات مما يتطلب من العاملين فيها الحفاظ على صحة بنيانهم وتفادى الإصابة، خاصة فى مناطق اليد والذراع التى تتعرض للإصابات المختلفة أثناء العمل، وبرغم ما تدره هذه المهنة من دخل لآلاف الأسر إلا أن الحكومة تتجاهل القائمين عليها من عدم الاعتراف بها كمهنة. يضيف السيد أحمد السيد "عامل" أن حرفة صناعة الأقفاص تستوعب عمالة كثيرة، بداية من نقل الجريد بالسيارات من المزارع ثم تصنيعه أقفاصًا ثم تسليك الأقفاص ودهانها بألوان مختلفة حسب علامة كل تاجر فى سوق الخضار والفاكهة، ولكن محافظة القليوبية لم تهتم من قريب أوبعيد بمعاناة آلاف الأسر من القائمين على هذا العمل، بداية من الديون التى تراكمت عليهم ونهاية بتراجع الطلب على المنتج بسبب الأقفاص البلاستيك والكراتين التى حلت محل أقفاص الجريد. وطالب السيد الصندوق الاجتماعى بالمحافظة بمد الورش بكميات كبيرة من الجريد وتحصيل ثمنه على فترات متباعدة دون مغالاة فى الفوائد، خاصة أن سعر الجريدة الواحدة تتراوح ما بين جنيه وجنيه ونصف، الأمر الذى يتتطلب مزيدًا من المال فى ظل ركود الطلب على الأقفاص بسبب غلاء الفواكه، علاوة على مساعدة أصحاب الورش فى تسويق منتاجتهم والإسراع فى إنشاء نقابه يشترك فيها كل القائمين بالعمل فى هذه الحرفة، يتم من خلالها التأمين عليهم ومن ثم يكون هناك معاش لمن بلغ الستين حتى يحفزوا الشباب على الاستمرار بها.