دموعها لم تجف طيلة العشر السنوات، أحزانها ملأت عليها حياتها بعد فراق فلذة كبدها عام 2001، لم تذق طعم الحياة منذ موت " ابنها " أثناء مرور موكب عاطف عبيد حين كان رئيسا للوزارة علي أيدي الحراسات الخاصة بموكبه، ظلت تدعو علي الجاني في كل صلاة، إلي أن استجاب الله، واقتص لها من حبيب العادلي.. القصة بدأت كما ترويها نشوي محمد محمود والدة الشهيد ودموعها تنهمر منها، عندما كان " طارق" الذي يعمل مديرا للانتاج في احدي القنوات الخاصة عائدا من مقر عمله في طريقه الي منزله بمصر الجديدة، واثناء عبوره نفق العروبة بشارع صلاح سالم، فوجئ بموكب مكون من 2 سيارة " جيب شروكي " وسيارة مرسيدس سوداء، يستقلها رئيس الوزراء الاسبق عاطف عبيد، ولان العرف الذي كان سائدا في النظام السابق ان المسئول الذي يسير في الموكب، يجب ألا يري سيارة تسير بجواره، فأنطلقت احدي السيارتين المجاورتين لسيارة رئيس الوزراء، بسرعة جنونية لإقصاء سيارة " طارق " بعيدا عن خط سير الموكب، فصدمت سيارته من الخلف لابعاده عن الطريق " لانه لم يسمع كلاكسات من خلفه " فخرجت عن مسارها ووقفت في منتصف الطريق، ولم يعبأ هؤلاء الحراس بها، بل جاءت السيارة الثانية لتصدمه من المنتصف، وتجعل سيارته ترتطم بشجرة علي جانب الطريق، فأنشطرت نصفين، ومر الموكب وكأن شيئا لم يكن، ولم يلتفت رئيس الوزراء المكلف بحماية ارواح المواطنين، ليري ماذا حدث لسائق السيارة، ويأمر حراسه بنقله الي المستشفي، ولكنه انطلق في موكبه غير عابئ بما حدث، شاهد هذا الحادث احد سائقي التاكسي، فتوقف علي الفور، لانقاذ من بداخل السيارة، فقام ضابط المرور المتواجد في تلك المنطقة والذي شاهد الحادث بسحب رخصة سائق التاكسي، بعد ان نهره وسبه لتوقفه في مخرج النفق، ولكن السائق اصرعلي مساعدة "طارق "، ونجح في اخراج الشاب من السيارة، وكان لايزال حيا، فساعده في ان يتصل بأحد اصدقائه الذي جاء علي الفور، وتم نقله بالاسعاف الي مستشفي هليوبوليس، ونتيجة للاهمال والتراخي جاءت النهاية المحتومة وهي موت الشاب، وتم تحرير محضر علي انه حادث سير عادي قيد ضد مجهول، .. واختفي المحضر ، واقدم هذه الشكوي للنائب العام لاعادة التحقيق من جديد في القضية.