حقوق الإنسان علي الطريقة الصهيونية، هي الاستراتيجية المتطرفة، التي يتبناها الإرهابي يهودا جليك خليفة وزير الدفاع الإسرائيلي المستقيل في عضوية الكنيست، فمن خلال اقتناصه المقعد الشاغر لحزب الليكود في البرلمان الإسرائيلي، زادت قتامة المشهد السياسي في تل أبيب، وباتت حكومة نتانياهو أكثر تطرفاً، لاسيما في ظل التقارير التي لا تستبعد احتمالية انضمامه للائتلاف الحكومي، بعد تولي صقر اليمين المتطرف أفيجدور ليبرمان حقيبة الدفاع. جليك أعنف المحرضين علي اقتحام حرمة المسجد الأقصي، ولعل ذلك كان واضحاً خلال كلمته الأولي أمام الكنيست، التي أعرب فيها عن ثقته بأنه سيجد حلفاء لدعم ما وصفه بقضيته الرئيسية، وهي تدنيس المسجد الأقصي بزيارات اليهود المتطرفين، والدعوة إلي هدم ثالث الحرمين الشريفين، والترويج لادعاءات وجود هيكل سليمان المزعوم في موقعه. ويري المراقبون أن انضمام اليهودي المتطرف جليك إلي الكنيست يخلق المزيد من الضغط علي حكومة نتانياهو، لزيادة الأوضاع الأمنية تفاقماً في القدسالشرقية، وربما يعود الصمت الفلسطيني علي تلك الخطوة إلي انعدام الأرضية المشتركة التي يمكن الالتفاف حولها مع الجانب الإسرائيلي للتفاوض حول مصير القدس، فعضو الكنيست الجديد وقبل نشاطه الإرهابي في الحرم القدسي، عمل منذ ما يقارب عشر سنوات في وزارة الاستيعاب الإسرائيلية، لكنه استقال منها احتجاجاً علي انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، بموجب خطة فك الارتباط أحادية الجانب التي بادر إليها أرئيل شارون في حينه. يبلغ يهودا جليك من العمر 50 عاماً، وأدي اليمين الدستورية في الكنيست الأربعاء الماضي بعد استقالة وزير الدفاع السابق موشي يعالون من البرلمان، ويدير جليك منظمة «هاليبا»، وهي منظمة معنية بحشد جماعات يهودية لتدنيس المسجد الأقصي بزيارات اليهود، وغير ذي مرة وبأسلوب «الشو الإعلامي»، منعت الشرطة الإسرائيلية جليك وجماعته من زيارة المسجد الأقصي، إحداها كانت خلال العامين الماضيين، لكنه قرر إزاء ذلك الإضراب عن الطعام داخل باحة المسجد. قبل ذلك وفي عام 2009، رفع دعويين قضائيتين ضد الشرطة الإسرائيلية، وفي بداية 2015 استجابت محكمة الاستئناف الإسرائيلية لإحدي دعواته، وفرضت غرامة علي الشرطة قيمتها 7.500 شيكل، بالإضافة إلي 2.500 شيكل أخري، مقابل مصاريف المحاكمة. وفي فبراير 2015 قضت محكمة الصلح بتغريم الشرطة الإسرائيلية لصالح جليك بمبلغ 500 ألف شيكل، تعويضاً عن منعه وجماعته من زيارة المسجد الأقصي. قبل ذلك وفي نهاية 2014، تقدمت سيدة فلسطينية مسلمة بلائحة اتهام ضده للشرطة الاسرائيلية، أكدت فيها أن جليك اعتدي عليها بالضرب داخل باحة المسجد الأقصي وكسر ذراعها، لكن الشرطة الإسرائيلية تواطأت معه، ونفت الاتهام عنه. ولد الإرهابي يهودا جليك في الولاياتالمتحدة، وحينما بلغ الثامنة من عمره هاجر مع أسرته إلي إسرائيل، ونشأ في بئر السبع، أما والده فهو البروفيسور شيمون جليك، وكان مديراً للقسم الخارجي في مستشفي سوروكا، ومن مؤسسي كلية العلوم الطبية بجامعة بن جوريون في النقب. حصل يهودا جليك علي درجة الليسانس في تدريس التوارة الشفهية، بينما حصل علي درجة الماجستير في «تاريخ الشعب الإسرائيلي»، كما حصل علي رخصة مرشد سياحي من وزارة السياحة الإسرائيلية. جليك متزوج من يهودية متطرفة تُدعي يافي، وهي شقيقة الحاخامين الإسرائيليين «شموئيل تال»، و»ناحوم لنجنتال»، وأنجب جليك 8 أولاد، ويقيم مع أسرته في مستوطنة عتنيئيل.