استن خدام الحرمين الشريفين سنة حميدة خلال مناسك الحج، وهي استقبال رؤساء بعثات الحج الرسمية ورؤساء تحرير الصحف ضيوف الرحمن خلال تواجدهم بمني في مناسك الحج الأكبر، وفي هذه المناسبة من عام 1425ه، دعا خادم الحرمين الشريفين الراحل عبد الله بن عبد العزيز في خطابه يوم الحج الأكبر لعقد قمة إسلامية استثنائية تعقد بمكةالمكرمة تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لبحث التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، ، موضحا أن هذه التضحيات الجسام لا يمكن مواجهتها إلا في إطار جماعي يجدد فيه جميع قادة الأمة العزم ويعقدون النية علي العمل يدا بيد وفق خطة واضحة لقيادة شعوبهم، ، ورفع شأن أمتهم في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الإنسانية. خلال الأسبوع الأول من ديسمبر 2005م، تلقيت دعوة من أمانة منظمة التعاون الإسلامي لتغطية اجتماعات المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الخارجية وفعاليات القمة الإسلامية الاستثنائية بمكةالمكرمة. السبت 3 ديسمبر بدأ اجتماع الخبراء علي مستوي السفراء ومندوبي الدول الأعضاء بالمنظمة في قصر المؤتمرات الفخم والمطل علي كورنيش جدة بالبحر الأحمر، والقصر معد ومجهز بأعلي مستوي من الترتيبات اللوجستية للمؤتمر الوزاري، ومركز صحفي عالمي مزود بكافة احتياجات الإعلاميين، وغرف السكرتارية وغرف استخراج البطاقات للوفود والإعلاميين، وقصر المؤتمرات بجدة واحد من أكبر القصور التي تجمع الضيافة وقاعات الاجتماعات. إخواننا وأصدقاؤنا السعوديون في الإعلام الخارجي، لم يألوا جهدا في مساعدتنا، وتوفير كافة التيسيرات، في المركز الإعلامي وخارجه عندما دخلنا مشارف مكة بدت لنا الطرق مفتوحة تماما، فقد بدأ تنفيذ التعليمات بإغلاق مكةالمكرمة علي من فيها يومي الأربعاء والخميس 7 و8 ديسمبر، وأغلقت المحال التجارية تماما، وبدت الشوارع خالية من المارة إلا ممن يتوجهون إلي الصلاة في بيت الله الحرام، كان فندق الشهداء مخصصا لإقامة الصحفيين الذين جاءوا من أنحاء العالم الإسلامي لتغطية هذا الحدث التاريخي، والمراسم الملكية السعودية تشرف علي إقامة الإعلاميين. كما هي العادة في كل دول العالم، اتخذت الترتيبات والإجراءات الأمنية المشددة للإعلاميين، بادجات بلون معين لدخول قصر الصفا الملاصق للحرم المكي، وميدالية فضية اللون تعلق معه لحضور الجلسة الافتتاحية، الخروج من باب معين بعد التفتيش اليدوي والالكتروني، ومنه إلي باب الباص تحت أعين رجال الأمن في المسافة القصيرة من مخرج الفندق إلي مدخل الباص، ويتحرك الباص من فندق الشهداء إلي قصر الصفا إلي المركز الإعلامي. يتجمع الإعلاميون في هذا المركز، ثم يدخلون قاعة المؤتمر جماعات جماعات، القاعة فخمة مصممة بشكل فريد، يتدلي من سقفها مجموعات فريدة من النجف، مستطيلة متدرجة في المقاعد، الوفود تجلس طبقا للترتيب الأبجدي للدول، ولكل دولة مقعد رئيسي وخلفه أربعة مقاعد. الخميس 6 ذو القعدة 1426ه (8 ديسمبر 2005م) 11 صباحا إلي 3 عصرا: جلسة العمل الثالثة (مغلقة – تتخللها صلاة الظهر)، وكانت الجلسة الختامية علنية من 3 إلي 4,30 عصرا، وهي الجلسة الوحيدة التي جاء من أجلها وحضرها الرئيس الأسبق حسني مبارك، وفي ختام القمة صدر عن المؤتمر ثلاث وثائق مهمة هي: البيان الختامي وإقرار الخطة العشرية لإصلاح المنظمة وبلاغ مكة. وعقب انتهاء فعاليات الجلسة الختامية، دعا العاهل السعودي رؤساء الوفود لطواف الوداع للكعبة المشرفة، علي شاطئ بحر قزوين في أعقاب زوال الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينات وتحلل القوة العظمي الثانية في العالم، تفتت الاتحاد إلي مجموعة كبيرة من الدول، وأعلنت استقلالها عنه، ومن بينها أذربيجان المطلة علي بحر قزوين، والتي انضمت إلي كافة المحافل الدولية ومنها تعاون المؤتمر الإسلامي. بعد منتصف ليلة الجمعة16 يونيو2006م، أقلعت طائرة الخطوط التركية من مطار القاهرة الدولي الجديد، وبعد ساعتين هبطت الطائرة في مطار اسطنبول الدولي، نحو الخامسة صباحا، المطار ضخم يعادل في مساحته مساحة مطار القاهرة القديم والجديد والأحدث، المطار مصمم بأحدث طرق النظم المعمارية للمطارات، طرقات طويلة سيرا علي الأقدام، وطرق أخري متحركة، وعشرات البوابات، والصالات، مطار يعج بالركاب، والطائرات تراها من شرفات الصالات. منتصف ليلة السبت عدت إلي مطار اسطنبول، للتوجه إلي باكو، وفي الصالة المخصصة للانتظار قبل الدخول إلي بوابة الطائرة فوجئت بصديقي وزميلي الراحل محمد إسماعيل المحرر الدبلوماسي ونائب رئيس تحرير الجمهورية، في انتظار الدخول إلي الطائرة، كان قادما من أرمينيا الجارة لأذربيجان ومن باب الحيطة والحذر، من ألا يستقبلني أحد في المطار أفضل دائما معرفة الفندق الذي أقيم فيه، ولهذا استفسرت مسبقا من أمانة منظمة التعاون الإسلامي الداعية لي عن اسم الفندق - بارك ان -، وما توقعته فقد حدث لي عندما وصلنا الرابعة فجرا إلي مطار حيدر علييف بالعاصمة باكو، لم أجد من يستقبلني، ولكن الله سلم فقد كانت هناك سيارة من السفارة المصرية في استقبال زميلي محمد إسماعيل ومن حسن الحظ أن إقامته جاءت بنفس الفندق. وصلنا إلي فندق- park in - الخامسة فجرا، تسلمنا مفاتيح الغرف، ووضعت حقيبتي بالغرفة التي شاهدت منها بزوغ الشمس وهي تنعكس علي مياه بحر قزوين، أغراني المشهد الجميل بالنزول إلي الشارع وإلي شاطئ بحر قزوين، يفصل الفندق عن المياه نحو مائتي متر، طريق سيارات اتجاهين، كل اتجاه يضم أربع حارات مرور، ثم غابة من الأشجار بطول الشاطئ، وبعرض مائة متر تقريبا، يتخللها أكثر من ممشي، وملاعب للأطفال وأماكن لجلوس الأسر، ثم طريق متسع للمشاة ومحبي الرياضة لا يقل عن 30 مترا، أجتزتها في السادسة صباحا، وبعد دقائق كنت أقف علي شاطئ بحر قزوين أشاهد هواة الصيد، والذين يتريضون علي الشاطئ، يا الله أين أنا الآن؟ سبحان الله. في طريق عودتي إلي الفندق من الشاطئ، توقفت في الناحية الأخري من واجهة الفندق ألتقط بعض الصور للفندق والبنايات المجاورة له، وخلال هذه الدقائق لاحظت أحد جنود الأمن المكلفين بحراسة الفندق يعبر الطريق ويتجه نحوي، وفي أدب جم أعطاني التحية العسكرية، ثم تحدث إليّ باللغة الأذرية، لم أفهم منه شيئا، إلا كلمة واحدة (كمندان) فهمت منه أن قائده يطلبني أشار إليّ باتجاه الفندق، ففهمت أنني مطلوب من قبل قائده داخل الفندق والذي لمحني خلال التصوير، حدثني بلغته وعندما تحدثت إليه بالإنجليزية فهمني، وعرف هويتي، ثم سأل عن بطاقتي الصحفية قلت له لم أتسلمها بعد، اصطحبني إلي أحد المكاتب بالفندق، وهناك وجدت بطاقتي الصحفية وعليها صورتي التي سبق إرسالها لوزارة الخارجية الأذربيجانية بالبريد الإلكتروني. كانت مهمتي تغطية المؤتمر الوزاري لوزراء خارجية دول العالم الإسلامي، والتي عقدت جلساته في أحد القصور المطلة علي بحر قزوين، وهناك نوقشت العديد من قضايا وهموم العالم الإسلامي علي شاطئ بحر قزوين.. أما مدينة باكو وجمالها بشرا ومباني فلها يوميات أخري.