هل ندعم البنزين أم التعليم؟... سننفق مايقرب من 07 مليار جنيه علي دعم البترول والطاقة وترتيبنا في التعليم مازال 921 من 431 دولة في جودة التعليم... كيف نتعامل مع الاولويات؟... قناعتي تزداد يوما بعد يوم ان مشاكلنا هي في معرفتنا وقدرتنا علي التعامل مع الأولويات؟... تعرضت في مقالات سابقة لاولويات المجتمع من سلام وأمان، ومأكل ومشرب، وتعليم وصحة. وعمل وأعمال، وصناعة وزراعة، ونقل ومواصلات وغيرها. وعن أهمية وجود رؤية وهدف واضح »لتنمية المجتمع وسعادة المصريين«... وضرورة الاتفاق كمجتمع علي ترتيب الاولويات وعلي كيفية تنفيذ هذه الاولويات ومتابعة نتائج تنفيذها... وأهمية دور الخطاب الاعلامي والحوار المجتمعي للمساهمة في ترتيب هذه الاولويات مثل البوصلة لتوجيه مستقبل المجتمع... فهل لدينا وضوح رؤية في هذا الصخب الاعلامي الذي نعيشه؟ وهل المجتمع المصري يتفاعل صحيا وايجابيا لتحديد اولوياته واهدافه ورجاله وعقوله؟.. اجابتي لا لكلاهما... وازدادت قناعتي الاسبوع الماضي بأن هناك تقصيرا امنا في الخطاب الاعلامي، وفي منهج اختيار وتدقيق الاولويات، وفي جدية التعامل مع الموضوعات الحاسمة والحاكمة للمجتمع.. وكنت قد دعيت الي برنامجا مصر النهاردة وهو الامتداد المعدل لبرنامج البيت بيتك... وشعرت بدخولي للتليفزيون بتجهيزات عصرية متميزة بل تتفوق علي البنية التليفزيونية في افضل قنوات العالم... وشرفت بلقاء شخصيات اعتز بها ضيوفا في البرنامج والذي ادار حواره الاخ العزيز تامر بسيوني، واستضاف السادة الدكتور/ محمد حسن الحفناوي، والاستاذ/ أنور الهواري رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي وكان موضوع الحلقة عن سؤال الدعم والتعليم، ورغم ان الحديث التليفزيوني قد أخفق تماما في صياغة ابعاد الموضوع الا انه نجح في طرح سؤال مثير علي المجتمع بشأن الاستمرار في دعم البترول ام الاستثمار في التعليم؟.. . وفي اعتقادي اننا بدءا يجب علينا الاتفاق ان تنمية مصر أو سعادة شعبها هو الهدف الرئيسي... وانه لايمكن ان نتصور أن الحكومة ستعمل علي دعم وتغذية وكفالة مجتمع عاطل ولايعمل.... والقضية بجوهرها هل تطعم المجتمع أم انك تعلمه كيف يعتمد علي نفسه... بالطبع يجب علينا دعم وكفالة وتمكين الفقراء ولدينا في مصر أكثر من 02 مليون فقير، ولقد اتفقت كل الدول المتحضرة والنظريات الفلسفية والاقتصادية بل كل الاديان علي ذلك... ولكن السؤال الجوهري هل يدعم الفقراء الأغنياء؟... الدعم في مصر من موازنة هذا العام وصل الي 711 مليار منهم مايقرب من 07 مليار جنيه دعما بتروليا مايقرب من نصفهم دعم سولار... وهناك 61 مليارا الدعم رغيف الخبر و21 مليارا الدعم المواد التموينية... وباقي ال 71 مليارا هي دعم كهرباء ودعم صادرات ودعم قطن وغيرها... والسؤال لماذا يدعم المجتمع من يملك ومن لايستحق الدعم؟... من أين يبدأ الاصلاح واين يتم التغيير يقترب الدعم هذا العام من عشر الموازنة للدولة والتي اقتربت من 0031 بليون جنيه (ألف وثلاثمائة بليون جنيه مصري) نحن نحتاج الي 6٪ من الموازنة اضافية لاصلاح وتغيير وتطوير جذري للتعليم فهل هذا ممكن؟... اجابتي هذا حتمي لمستقبل الاجيال القادمة لذا أري ضرورة اعادة هيكلة الدعم خاصة البترول والطاقة مع اعادة ترسيخ مفاهيم العدالة في المجتمع خاصة بين الفقراء والاغنياء من خلال سياسات »الدعم لمن يستحق فقط« ويتشابك ذلك في قضايا هامة وعاجلة منها اصلاح وتطوير وتغيير منظومة النقل العام في المجتمع المصري، والتصدي الكامل للفساد والافساد العام، والفقد والاهدار والتبذير الحكومي، والاهتمام بأولويات سياسية وحكومية لها بدائل افضل اقتصادية واجتماعية.. لابديل عن المشروع القومي للتعليم للعبور الي القمة بابنائنا واحفادنا ينطلق بهم الي التنافسية العالمية ويحمي الوطن من الفقر والتخلف والانهيار.. التعليم هو ركيزة التنمية والتقدم والرفاهية. وللحديث بقية