لا يعرف كثيرون من أهل المدن مهنة «الحاوي»،وربما يكون الأقرب لتخيلهم هو مهنة»الرفاعي» الذي يخرج الثعابين والأفاعي من جحورها ويقوم باصطيادها،ولكن ذلك «الحاوي» يعرفه سكان القري وخاصة في الصعيد.. البعض منهم يستخدم هذه المنهة للنصب،والبعض الآخر يستغلها في الدجل والشعوذة،ولكن هناك أسماء معروفة يلجأ الأهالي اليها،وهم واثقون أنهم يحترمون شرف مهنتهم ولن يتعرضوا للنصب أو السرقة إذا استعانوا بهم. التقينا بواحد من هؤلاء «الحواة» الشرفاء، وهو عم رمضان «صائد الثعابين «،لا يزيد عمره علي الثانية والستين عاما،يعرفه جيدا أهالي المنيا،ولديه من الأبناء 9 ومن الأحفاد 21 حفيدا،و يعمل في تلك المهنة منذ أكثر من 50 عاما،بعد أن ورثها عن آبائه وأجداده،يصف نفسه بأنه «حاوي «معتمد ولديه كارنيه مزاولة تلك المهنة من معهد البحوث ولا يعرف اسم المعهد بالكامل،ورغم الكارنية والصفة التي يحملها إلا أنه يرفضها ويقول:إن كلمة «حاوي» اشتهر بها كل من يعمل في هذا المجال وهي كلمة غير صحيحة ابتدعها النصابون الذين يقومون بسحر أعين الناس للحصول علي نقودهم وأحيانا ما يقومون بسرقة المنازل التي يستخرجون منها أي شئ. يرفض عم رمضان البوح بأسرار مهنته ويكتفي بأن يقول لنا إنه يتعرف علي المكان الذي يوجد به الثعابين، عن طريق الشم، حيث يحصل كصائد معتمد علي «ترياق» يقوم برشه علي جسده،وله رائحة تشبه رائحة الوليفة الخاصة بالثعبان بحيث تدفعه الرائحة للخروج ليقوم بصيده في الحال،ويشير عم رمضان إلي أن المشكلة ليست في خروج الثعبان من مخبأة،ولكن في صيده ويرفض كشف طرق الصيد التي تجعله يقبض علي الثعبان بسهولة ويقول: سر المهنة يحتم علي ألا اكشف عن تلك الطريقة،التي تختلف بحسب كلامه باختلاف النوع،مشيرا إلي أن مصر يعيش فيها 188 نوعا للثعابين منها ثمانية فقط خطيرة أبرزها الكوبرا والطريشة والعمياء والأرقم والجداري،كما توجد أنواع غير سامة لا خطر منها وأبرزها «ثعبان الحمام». وينصح عم رمضان أهالي القري والبيوت التي تقع قرب الصحراء أو المصارف بالحفاظ علي بيوتهم نظيفة باستمرار،مشيرا إلي أن الثعبان لا يعيش في بيئة نظيفة لان النظافة هي عدوه الأول،كما يحذر من أن الثعبان يظل يحتفظ بصورة قاتل وليفته في عينيه ويحفظ الشكل وعندما تأتيه الفرصة يقوم بلدغه، ويوضح لنا أنه بعد اصطياد الثعابين يحتفظ بها في منزله لفترة ويسلمهااا بعد ذلك إلي معهد البحوث مقابل الحصول علي الترياق الذي يساعده في صيد الثعابين. وفاء صلاح