حذر جيفري لويس مدير برنامج منع انتشار الأسحلة النووية بمركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار من ان استراتيجية واشنطن النووية التقليدية لم تعد تحافظ علي أمن اوروبا بل انها تضع الجميع في خطر ما اسماه «ارهاب يوم القيامة» وقال لويس في تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» انه بعد الهجمات الارهابية المروعة التي هزت بروكسل استشعر احساسا بوحدة المصير بين دول اوروبا التي تواجه تهديد «الإرهاب الجهادي» في حين حذرت امريكا البعيدة جغرافيا من السفر إلي اوروبا. وتساءل اذا كان استهداف الارهابيين لمحطات مترو لم تخلق احساسا بالتضامن فكيف سيكون الوضع بالنسبة لتهديد الإرهاب النووي؟؟. وقد سبقت قمة واشنطن النووية وقوع انتكاسة خطيرة تمثلت في الكشف عن استهداف الشبكة الارهابية - التي نفذت هجمات بروكسل الاخيرة - فيما يبدو لمحطات نووية بلجيكية. وهناك عدة اسباب تشكك في امان هذه المنشآت النووية التي تحوي وقودا غير مشع بمعني انه يسهل الاستيلاء عليه من قبل الجماعات الارهابية. وكانت امريكا قد نشرت خلال الحرب الباردة نحو 180 قنبلة نووية في قواعد باوروبا وبينها قاعدة «كليني بروجيل» الجوية في بلجيكا التي تقع علي بعد ساعة تقريبا من بروكسل. ولاتزال تحتفظ بلجيكا بأنظمة فنية للقنابل النووية الأمريكية المنتشرة بالخارج. ومع استمرار الرئيس الروسي بوتين في السلطة، يبدو ان امريكا لا تعتزم فقط الاحتفاظ بنشر الأسلحة النووية بالخارج بل ايضا وضعها علي اجنحة طائرات اف16 البلجيكية استعدادا لبدء حرب نووية محتملة مع الروس.. لكن الحقيقة هي ان الوضع الأمني لهذه الأسلحة النووية مرعب. ويقول لويس انه اجري مشروعا حول مراجعة التهديدات النووية عام 2009 وزار بروكسل عدة مرات بينما اجري اعضاء فريقه البحثي سلسلة اجتماعات رفيعة المستوي في مقري الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.. وفي ذلك الوقت اكد مسئول عسكري امريكي كبير ان امن الأسلحة النووية الأمريكية المنتشرة بالخارج يتطلب مئات ملايين الدولارات.. فيما صرح آخر بانه يخشي تمكن بعض النشطاء من الدخول إلي المخابئ التي يتم فيها تخزين الأسلحة ويستخدم هاتفه في التقاط صورة ثم يقوم بنشرها. وقد حدث هذا بالفعل، في يناير 2010 عندما دخلت مجموعة من المحتجين قاعدة ليني بروجيل البلجيكية وامضوا نحو ساعة بالقاعدة دون اي تدخل من جانب الأمن لاعتقالهم. وبعد اشهر قليلة تمكن النشطاء من الدخول مجددا إلي القاعدة لكن هذه المرة اخترقوا مخابئ الأسلحة وقاموا بتصويرها بهواتفهم المحمولة ونشرها عبر اليوتيوب وهو السيناريو الذي حذر منه ضابط كبير بالجيش الأمريكي، الا ان هذا الحادث لم يثر اي حالة من الذعر هناك. واصبح لا ينقص الارهابيين اذا تمكنوا من الدخول إلي المخبأ سوي فك شفرة القنابل ذاتها.