نعترف جميعا أننا نمر في مصر بظروف اقتصادية صعبة والمشكلة أن السواد الأعظم من الشعب من الطبقات الكادحة التي يصعب عليها تحمل المزيد من الغلاء وارتفاع الأسعار ومع ذلك نجد الحكومة أسرع ما تكون في اتباع أسهل الطرق لمعالجة العجز في الميزانية برفع أسعار الخدمات التي تقدمها للناس من الكهرباء والغاز والمياه وكأنها عدمت الحيل للبحث عن طرق ووسائل أخري ولم يعد أمامها سوي تفتيش جيوب الغلابة بهذه الفواتير الجلادة والناس محتارة وعاجزة أمام الضربات المتلاحقة سواء من ارتفاع أسعار السلع في الأسواق أو من الدروس الخصوصية التي تلتهم الأخضر واليابس من الدخل المحدود أصلا، ناهيك عن مصاريف العلاج والملابس وغيرها من أعباء الحياة التي لا تنتهي. والغريب أنه مع موجة الغلاء الجنوني وصعوبة الحياة نجد من يخرج علينا من بهوات الحكومة ويقول إنه لا مساس بالطبقات الكادحة وكأنه يعيش في كوكب آخر وإذا كانت كل هذه الظروف الخانقة التي يعيشها الكادحون وليس هناك مساس بهم علي حد زعم الحكومة فهل يتصور أحد ماذا سيكون عليه الحال إذا زاد المساس الحكومي بهم؟ إنه الهلاك الحقيقي وَيَا ليت عباقرة الحكومة يبذلون الجهد لتخفيف أعباء الحياة علي الناس بعيدا عن أي قرارات تفتش في جيوبهم الخاوية ولا يمكن أن تكون حكومة جباية. وبالتأكيد هناك طرق أخري وأمامها القادرون وما أكثرهم هذه الأيام سواء كانوا من الشرفاء أو ممن نهبوا أموال الشعب وورينا الشطارة معهم أما الغلابة فلهم الله القادر علي الأخذ بيد البلاد للعبور من أزمتها والقادر علي أن يبعد الحكومة عن التربص بالكادحين.