بينما الشعوب تصفق لأوباما لتشدقه بمناصرة ودعم انتفاضة هذه الشعوب ضد انظمتها وحكامها. وجهت امريكا لطماتها الدائمة والمعتادة للعرب والمسلمين برفض مشروع القرار العربي في مجلس الأمن المطالب بوقف الأستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة، والمزمع إقامة الدولة الفلسطينية عليها مستقبلا. هذا الرفض الامريكي السافر ليس بجديد، ولكنه يكشف في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية أن هذا الدعم حق يراد به باطل، وأن هدفه ما هو إلا مداعبة الشعوب العربية في الانتفاضة بدعوي الحرية والديمقراطية والعيش في كرامة، وهي حقوق أصيل للشعوب كما هو حقها في رفض أنظمتها الدكتاتورية سواء رضيت أمريكا أو لم ترض. وأن ما يحدث ليس ببعيد عن اتفاقه مع هوي امريكا واسرائيل. والدعوة الي الفوضي الخلاقة، ولن نفاجيء بعد ذلك بإثارة القلاقل في المنطقة تحت دعاوي عديدة بإثارة فتن وقلاقل الأقليات والأعراق ونعرات الاستقلال وحق تقرير المصير، لتفتيت العالم العربي وقوته الي دول صغيرة ضعيفة، بل ومتنافرة مع بعضها، أقرب الي المخالفات مع جيرانها غير العرب، من الحفاظ علي الوحدة العربية. ضلال ونفاق الموقف الأمريكي من مساندة الشعوب العربية، يواكبه دعم امريكي وأوربي غير مسبوق لاسرائيل برفض قرار وقف الاستيطان. رغم تصريحات أوباما وسلفه بوش بتبني امريكا لحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم. والجهود الصورية التي استخدمتها للمماطلة والتغطية علي كل الممارسات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والتهام ما تبقي من أراضيه لاقامة المستوطنات. امريكا تري ما تقوم به بعض الأنظمة العربية ضد شعوبها، وما يحدث في ليبيا الآن انتهاكاً لحقوق الانسان يستحق التدخل العسكري الدولي. أما جرائم الحرب التي تنتهكها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ضد الشعب الفلسطيني، والتي أدانتها كل قرارات الأممالمتحدة وامريكا نفسها، فلا تستحق غير الادانة لا اكثر ولا أقل، مع ترك الحرية لاسرائيل ان تفعل ما تشاء في الفلسطينيين من قتل وتشريد وأغتصاب الأرض. حتي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الذي لا يهش ولا ينش في أي قضية في الدنيا، أصبح هو الآخر له رأي وقلبه موجوع من انتهاك الحكام العرب لشعوبهم. أما قتل الفلسطينيين فيراه استخداماً غير مبرر للعنف. ولم تنس أوربا الأخري الدخول علي الخط وتبارت دولها وتتفرع الآن لمناصرة الشعوب العربية. ونسوا ان هناك شعبا يئن علي مدي 26 عاما تحت قهر وظلم الاحتلال، واذا طالب بحقه في الحياة، فجزاؤه القتل والتشريد والتجويع من اسرائيل. لا ينكر احد حق المواطن العربي في اختيار حاكمه والحياة الديمقراطية السلمية والعيش في حرية وكرامة. ولكن ما يجب ان يعيه الامريكان والأوروبيون ان نفاقهم للشعوب العربية سافر ومكشوف، وأن هؤلاء الحكام العرب أفتروا علي شعوبهم وأهدروا كرامتها وأساءوا الي دولهم ومكانتها، بسبب المديح الزائف من قادة أوربا وامريكا من أجل تحقيق مصالحهم!