الهدنة هشة والانسحاب الروسي خطوة صحيحة اثار اعلان الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الفيدرالية في منطقته قلق الكثير من المهتمين بالقضية السورية وصارت هناك مخاوف كبيرة من أن يكون هذا الاعلان هو بداية فعلية لتقسيم سوريا . «الأخبار» حاورت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الكردي والسياسي المعارض طلال إبراهيم باشا لنعرف تأثير هذا الاعلان ورؤيته لما يحدث علي الأرض ومن وراء ذلك . .................؟ لم يعلن الاكراد عن أية فيدرالية وانما اعلنها حزب واحد هو الاتحاد الديمقراطي الذي سيطر علي المنطقة الكردية بقوة سلاح النظام السوري له. وما تم اعلانه لا تسمي بالفيدرالية هو نظام امر واقع مؤقت الهدف منه هو ضغط روسي علي تركيا باستخدام الكرد واجهاض المشروع الوطني الكردي في سوريا وتأليب الرأي العام الوطني والدولي ضد الكرد وحقوقهم. فالكرد ومنذ تأسيس الحركة الكردية يعملون علي ترسيخ البعد الوطني للقضية الكردية وقد نجحوا في ذلك الي حد بعيد بينما حاول النظام اتهام الكرد بالانفصاليين وجاء هذا القرار المغامر لدعم نظرية النظام. الفيدرالية بالاساس هو نظام دستوري لا يمكن تحقيقه الا بموجب اقرار دستور البلاد بذلك والذي لا بد ان يتم عبر توافق وطني سوري بين كل المكونات . .................؟ الانسحاب الروسي خطوة في الاتجاه الصحيح ان ترسخ ذلك وهو يساعد في الحل السياسي للازمة السورية ان استكمل هذا الانسحاب ولكن اعتقد انه لم ولن يكتمل اذا ما نظرنا الي الأسباب والمصالح الاساسية التي جلبت الروس من البداية وأنها لم تنتف بعد. اما الهدنة فهي هشة بسبب انها تأتي برعاية طرف واحد متحيز للنظام، وأمريكا غير فاعلة فيها ولكن المجتمع الدولي والامم المتحدة يحاول إنعاشها اصطناعيا حتي الوصول لحل سياسي حيث انه لا يوجد لديهم البديل. .................؟ وليد المعلم مضطر لهذا التصريح لانه يخدم سيده ولكن الشعب السوري قرر مصير الاسد ويطالبه بالرحيل ولن نقبل بأي حل سياسي يكون الأسد جزءاً منه، وإلا فنكون قبلنا بما ثار الشعب السوري ضده وبذل الشهداء من اجله. اري ان في الوقت الحالي لا يوجد سوي الحل السياسي بسبب تخاذل المجتمع الدولي ،ويستند هذا الحل علي بيان جنيف واحد القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات التنفيذية بما فيها الاشراف علي مؤسستي الجيش والاجهزة الامنية دون ان يكون للاسد واركان نظامه اي دور في المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سوريا. و تنفيذ اية اتفاقية بين المعارضة والنظام مرهون بإرادة المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة وروسيا خصوصا وبما ان الاخيرة هي الوحيدة لديها مصالح في سوريا فستكون القادرة علي رعاية تنفيذ اي اتفاق والغالب انها ستكون منحازة لطرف النظام كما شاهدنا في التجارب السابقة. .................؟ ايران تلعب دورا سلبيا في سوريا والمنطقة بشكل عام بهدف فرض سيطرة وهيمنة الدولة الفارسية القديمة علي المنطقة وهم بعيدون كليا عن اي فكر ديني او مذهبي بل يستخدمون المذهب الشيعي كمظلة يحاولون احتواء داخلها القوميات الاخري تحت قيادتهم، ولن تتخلي عن الاسد إلا بايجاد بديل يحقق مصالحها ولكن اعتقد ان التدخل الروسي القوي علي خط الازمة في سوريا قد ادي الي تراجع نسبي في دور ايران. والدول العربية لا يمكنها فعل المزيد خاصة ان اكبر قوتين عسكريتين في العالم هما امريكا وروسيا ورغم خلافاتهما ينسقان معا لحل الازمة السورية حسب الوصفة الروسية. واكثر الدول العربية الداعمة للثورة السورية هي السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة وننتظر من مصر دورا اكثر فاعلية حيث انها ذات ثقل واهمية كبري في المنطقة العربية. .................؟ حاليا سوريا مقسمة بحكم الامر الواقع ففيها عدة دويلات دويلة داعش واخري للاتحاد الديمقراطي بالمشاركة مع النظام والثالثة للمعارضة المعتدلة ورابعة للنظام ولكل دويلة قوانينها وقضاؤها وجهازها الاداري والخدمي والمالي والجباية،وواجبنا ان نلغي هذا التقسم ونعيد سوريا موحدة علي صيغة دولة اتحادية لا مركزيةتحقق وحدة سوريا وتحترم خصوصيات المكونات السورية.