تصلني رسائل منتظمة من القوات المسلحة المصرية تحثنا جميعا علي الالتزام من أجل عودة الحياة الطبيعية الي مصرنا الجميلة والحق أقول إنني اتلقي هذه الرسائل بكل الحب والتقدير للقوات المسلحة التي لولاها لما تمكن ثوار مصر من الوصول بثورتهم إلي اهدافها النبيلة ولكنني في ذات الوقت أتمني لو ان المجلس الاعلي للقوات المسلحة تلقي رسالة من شخصي الضعيف وقبلها بصدر رحب. فمنذ وقت طويل شهدت الساحة الكروية المصرية دخول فرق لشركات ثم فرق لرجال أعمال وبعد ذلك فرق للقوات المسلحة والشرطة وبالطبع جيش مصر العظيم هو حامي الحمي وهو الذراع الطولي المدافعة عن كل ذرة رمال علي أرض مصر ولقادة هذه المؤسسة العريقة مكانه عظيمة في نفوس أهل مصر ولكن عندما يتحول الامر الي الكورة فان كرة القدم هي أفيونة الشعوب وعندما يلعب فريق تابع للجيش او الشرطة في منافسة كروية مع فريق مثل الأهلي بجماهيريته المرعبة أو الزمالك بثقله وتاريخه فاننا نظلم هذه الاندية سواء الجيش أو الشرطة التي تعود ملكيتها لمؤسسات لها في تاريخنا تاريخ ولها في قلوبنا أعز وأغلي الأمكنة وانا اعلم تماما ان الرجل الذي يرأس المؤسسة العسكرية هو رجل حازم وحاسم شديد الانضباط لا خلاف علي وطنيته وانتمائه الي هذه الارض الطاهرة التي شارك في معارك الهول مع العدو من أجل تحرير كامل ترابها المقدس.. اقول ان السيد المشير حسين طنطاوي عليه ان ينظر في المسألة الكروية وان يعيد النظر في انضمام هذه الفرق الكروية للجيش أو الشرطة الي الدوري العام وياحبذا لو اننا شاركنا بهم في دوري المؤسسات أو الشركات أو اذا تعذر ذلك الامر فعلي قواتنا المسلحة المحبة لخير هذا الوطن ان تسعي الي صرف ميزانية هذه الاندية علي فرق الصعيد الجواني من أجل النهضة بمستوي هذه الاقاليم والارتفاع بأحوال الناس ولا مانع من وضع اسم شركات القوات المسلحة علي فانلات اللاعبين كدعاية لها.. وبالمناسبة ليست هذه الرسالة هي وحدها التي اود ان أرسل بها الي المجلس العسكري فقد تبين لنا نحن معشر المصريين أن هناك رجالا في هذه المؤسسة يستطيعون ان يتصدوا للعمل العام خصوصا ان لديهم قبولا لا يمكن انكاره منهم اللواء الهادئ النبرات المتزن في كلماته الواثقة في ذاته اسماعيل عتمان واللواء الذي احدث زلزالا داخل اعماق المصريين جميعا عندما أدي التحية العسكرية لشهداء الثورة اللواء محسن الفنجري لقد اثبت المجلس العسكري انه في الاوقات العصيبة في تاريخ الامم لاتخلو من الرجال الاكفاء وهنا ليسمح لي اعضاء المجلس العسكري الاعلي ان اتقدم اليهم بطلب الاشراف علي وزارة الداخلية ذلك لان حبيب العادلي استطاع خلال اربعة عشر عاما ان يدمر هذه المؤسسة التي لاغني عنها لشعب مصر واصبحت المصالح والتربيطات والعلاقات الشخصية هي التي تحكم العمل داخل هيئة الشرطة وعليه فإن الاصلاح ينبغي ان يكون علي ايدي رجال محايدين يستطيعون فرز ماهو صالح مما هو طالح ولتكن هذه فترة انتقالية تستمر ثلاث أو اربع سنوات حتي ينضبط العمل داخل جهاز الشرطة ولعلنا جميعا قد قرأنا وسمعنا عن تجربة الرجل الفاضل الراحل شعراوي جمعة الذي جاء من الجيش ليتولي مسئولية وزارة الداخلية فكان واحدا من افضل رجالاتها علي الاطلاق.. واخيرا أتمني أن تكون رسائلي خفيفة علي القلب ولا يكون مصيرها ان تعملوا لها »دليت« او تتجاهلوها لقد ارسلتم لي رسائل علي »المحمول« واحتفظت بها وسأظل محتفظا بها علي الدوام وقد ارسلت لكم رسائل علي »المكتوب« اتمني ان تضعوها في الحسبان لانها من شخص يعتبر ان المؤسسة العسكرية هي الكيان الاوحد في هذا البلد الذي ولله الحمد لم يعرف الفساد طريقه اليه وابدا لن يكون للفساد مكان فيه.. بارك الله في جنود قواتنا المسلحة والضباط وضباط الصف والقادة والمجلس الاعلي!!