إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    حكومة السيسي تبدأ مخططا لرفع الدعم نهائيا عن الكهرباء والخبز    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 29 مايو 2024    واشنطن تدرج 3 صينيين و3 كيانات على قائمة العقوبات لانخراطهم بجرائم إنترنت    توقعات بخفض سعر الفائدة الفترة المقبلة    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    الأردن يدين استهداف الاحتلال لخيام النازحين برفح الفلسطينية    فتح: نوافق على إدارة فلسطينية مصرية لمعبر رفح بمتابعة أوروبية (فيديو)    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    شيكابالا: إمام عاشور زملكاوي مجنون.. ولا أستطيع كشف ما دار بيننا في النهائي    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    مكالمة من مانديلا.. بلاتر يكشف أسعد لحظاته فى فترة رئاسته ل فيفا    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    استعدادات مجتمعية وروحانية: قدوم إجازة عيد الأضحى 2024    أسرة الطفلة «مكة» أمام النيابة: «اختل توازنها فسقطت من الطابق الثاني»    تعرف على درجات الحرارة المتوقعة على أنحاء البلاد اليوم    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    مصطفى الفقي: إسرائيل تفكر 100 مرة قبل استفزاز مصر (فيديو)    شيكابالا يعلن موعد اعتزاله كرة القدم    تجنبا للخلاف مع الأهلي .. تفاصيل مكالمة حسام حسن مع بيبو    شيكابالا: أتمنى توجيه جميع إيرادات مباراة السوبر الإفريقي لصالح أهالينا في غزة    تشيكيا: أوكرانيا ستحصل على عشرات الآلاف من قذائف المدفعية في يونيو    مهران: جلسة سرية اليوم لمجلس الأمن لمناقشة مجزرة الخيام ورفض إسرائيل تنفيذ حكم العدل الدولية    بداية موسم غيوم الليل المضيئة 2024    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    اضطراب ورياح.. تعرف على حالة الطقس حتى الإثنين المقبل    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    وزارة التموين تضبط 18 طن دقيق لدى المخابز بالجيزة قبل تهريبها للسوق السوداء    "تموين الإسكندرية" تضبط 10 أطنان دقيق بدون فواتير فى أحد المخازن    البيت الأبيض: غارة رفح لم تتجاوز خط بايدن الأحمر... ولا تغيير في سياستنا    تراجع سعر الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    الفيشاوي بصحبة محمود حميدة وغادة عبدالرازق بلوك جديد ..10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    د.حماد عبدالله يكتب: "عبقرية" مصر !!    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ أسوان يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي (تفاصيل)    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلامي طارق عبد الجابر يدلي بشهادته بعد تجربة «الشهور السوداء» في قناة «الإخوان»:
ندمان... وأتمني أن أدفن في تراب بلدي «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة أنقذت البلد من مصير مجهول
نشر في الأخبار يوم 21 - 03 - 2016

عرفه الناس بملامحه السمراء وصوته القوي، يتجول كمراسل ميداني لتغطية العديد من الأحداث في مناطق النزاعات والحروب، ولمع نجمه في تغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2001 للتليفزيون المصري ، ليصبح بعدها مراسلا لعدد من القنوات التليفزيونية .. إنه الإعلامي طارق عبد الجابر، الذي يبدو أن هوايته في اختراق مناطق الخطر والاشتباك دفعت به إلي أن يخوض واحدة من التجارب الإعلامية الشائكة، فقد قرر أن يعمل في واحدة من القنوات الداعمة لجماعة «الإخوان» الإرهابية وتبث من تركيا، وهي قناة «الشرق»، ورغم أنه يقول إنه لم يكن يعلم بانحياز تلك القناة للجماعة الإرهابية، وأن عمله بها اقتصر علي تقديم برنامج وثائقي لا علاقة له بالسياسة، إلا أنه سرعان ما اكتشف الحقيقة المرة، وهي أن القناة ذات توجه وتمويل إخواني واضح، ودب الخلاف بينه وبين إدارة القناة، لرفضه الانصياع لتوجيهاتها بالهجوم علي مصر وشعبها، وعاد طارق عبد الجابر إلي اليونان بلد والدته ليضعه القدر في اختبار صعب، فقد أصيب بسرطان المعدة، وعاني من عدة مشكلات صحية أخري، ولم تعد لديه في الحياة سوي أمنية واحدة... أن يعود إلي مصر ويدفن في ترابها عندما يحين موعد القدر.
هذه خلاصة تجربتي مع «الإخوان» .. مخادعون .. فاشلون .. مستكبرون
«الأخبار» حاورته تليفونيا من اليونان، حيث يقيم حاليا، ويخضع للعلاج، ليفجر طارق عبد الجابر العديد من المفاجآت حول تجربته مع «الإخوان».. وأكد أنه نادم علي تلك التجربة، وأنه يراها «غلطة عمره»، وأن حكمهم لمصر وتجربته الشخصية معهم أكدت انهم فاشلون ومخادعون ومستكبرون، كما تطرق إلي رؤيته للأحداث في مصر، مشددا علي أن ثورة «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة أنقذت مصر، وأن من لا يؤمن بها فهو لا يؤمن بثورة « 25 يناير» وأن البلاد تتعرض لمؤامرة دولية لحصارها، ومن الواجب علي كل المصريين الالتفاف حول الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اختاره الشعب، وأكد علي أن كل من يحرض علي هدم الدولة أو قتل الجنود خائن يجب عقابه، مطالبا في الوقت ذاته بأن تفتح مصر أبوابها لكل من يريد العودة طالما لم يتورط في العنف او التحريض ضد الدولة.. وإلي تفاصيل الحوار.
في البداية ماذا عن تطورات حالتك الصحية وإلي أي مدي وصل تقدم العلاج؟
جاءني صوته واهنا، مثقلا بالإجهاد والوجع: الحمد لله علي كل حال، أنا مازلت أخضع للعلاج في اليونان، بعدما أجريت جراحة لاستئصال ورم سرطاني بالمعدة، كما أخضع للعلاج من عدة مشكلات بالكلي والقلب، والحمد لله أنني ما زلت علي قيد الحياة لأقول للجميع أنني نادم علي ترك مصر، فمصر بحلوها ومرها هي الوطن الذي ليس لنا سواه، ويعلم الله أن تجربتي مع المرض ليست هي الدافع لمحاولتي العودة إلي مصر، ولكن إدراكي العميق بأن ما فعلته من مغادرة مصر التي تربيت وعملت بها كانت «غلطة عمري»، وأنا لا أريد شيئا الآن سوي العودة إليها لأدفن في ترابها.
تجربة «سوداء»!
لكن لماذا غادرت مصر للعمل في إحدي القنوات الداعمة ل«الإخوان» رغم أنك كنت تعمل في عدد من المؤسسات الإعلامية، ولم يعرف عنك من قبل انتماؤك لهم؟
أولا أحب أن أؤكد أنني بحكم تربيتي وتكويني الفكري والسياسي شخص ليبرالي، ولم أكن يوما قريبا أو متعاطفا مع فكر الجماعات المسماة بالإسلامية، فضلا عن أنني إعلامي محترف وخضت العديد من التجارب التي أعتز بها سواء في بداياتي كمراسل باليونان لدار أخبار اليوم التي أعتبرها بدايتي الحقيقية، أو عملي لاحقا في الاسوشيتدبرس في لندن، ثم عملي التلفزيوني في التلفزيون المصري وقناة «أون تي في»، وهذه هي التجارب الإعلامية التي أعتز بها، أما بعد ذلك فكله صفر علي الشمال، ومنها عملي في قناة «الشرق» التي تبث من تركيا، وهي تجربة «سوداء» لا أريد أن اتذكرها.
لكن هذه التجربة كانت وراء اتهامك بالتعاطف مع جماعة «الإخوان» الإرهابية؟
أنا كما قلت سابقا ليبرالي الفكر، وكنت من مؤسسي حزب «الجبهة الديمقراطية» مع الدكتور أسامي الغزالي حرب والدكتور يحي الجمل ولم تكن لي يوما أية علاقة بالإخوان أو غيرهم من الجماعات الإسلامية، باستثناء العمل الإعلامي المهني، وكنت ككل المصريين بعد ثورة «25 يناير»أحلم بمصر ديمقراطية مدنية، ولم أصوت للإخوان في أي من الاستحقاقات الانتخابية بعد الثورة، بل كنت دائما أرفض تأسيس الأحزاب علي أساس ديني، وأقول لمن أعرفهم بحكم نشأتي في أوروبا أن تجربة الأحزاب المسيحية في الدول الأوروبية مختلفة عما يزعمه الإسلاميون، وأنها ليست أحزاب دينية وأنما أحزابا مدنية لا تحمل غير الاسم المسيحي، وقد أدركت بعد ثورة يناير ان «الإخوان» لا يريدون سوي السلطة، وأنهم وراء تفتيت الالتفاف الوطني بعد 25 يناير، عندما قرروا الانفراد بالسلطة وحدهم واستبعاد كل القوي الوطنية من غير الاسلاميين.. وأقول أنني في تلك الفترة أيقنت أن الإخوان متغطرسون ومتكبرون وفاشلون أيضا، وكنت في تلك الفترة مع جموع المصريين التي نزلت في الاحتجاج ضد حكمهم، فمصر كانت في «كابوس» حقيقي طوال عام حكمهم، والله وحده يعلم ما كنا يمكن أن نصل إليه لو استمروا في الحكم، فقد كانوا يقودون البلاد إلي الهاوية، وقد طلبت قيادة الجيش وقتها ممثلة في الفريق اول عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع من الجميع حل المشكلات وتجنيب البلاد مصيرا مجهولا، لكن «الإخوان» ومن عاونهم أصروا علي استكبارهم وغطرستهم، ورفضوا اليد الممدودة لهم لإنقاذ البلاد، لم يكن أمام الجيش سوي التدخل لإنقاذ مصر من مصير سوريا وليبيا، وأقولها بكل صراحة واقتناع أنه إذا لم يتدخل الجيش كانت مصر «راحت في داهية»، وثورة «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة خرج فيها ملايين المصريين ضد حكم الإخوان الفاشلين، وإرادة الشعب مقدسة ولابد ان نحترمها، ومن يؤمن ب«25 يناير» فعليه أن يؤمن أيضا ب«30 يونيو» لأنها إرادة الشعب، ولو كان «الإخوان» يريدون الخير لمصر كما كانوا يزعمون لنزلوا علي إرادة الناس واحترموا مطالبهم العادلة، وخاضوا انتخابات مبكرة، وجنبوا البلاد الكثير من المشكلات بسبب استكبارهم ورغبتهم المحمومة في احتكار الحكم وأخونة مصر.
لكنك حتي الآن لم تجبني... لماذا انضممت إلي إحدي القنوات الداعمة ل«لإخوان» رغم أنك تقول إنك دائما كنت ضد أفكارهم وممارساتهم؟
تتغير نبرة صوته، وهو يستعيد تفاصيل تلك الفترة العصيبة كما يصفها فيقول:
في تلك الفترة بعد ثورة 30 يونيو 2013 تعرضت لبعض المشكلات في عملي، وكنت بلا عمل، وساءت حالتي النفسية، فاتجهت إلي اليونان بلد والدتي- ولدي تصريح بالإقامة فيها، وكنت في حالة عدم اتزان، حتي أنني ذهبت لمدة ثلاثة أشهر إلي أمريكا للبحث عن عمل بمساعدة أحد أقاربي هناك، ثم عدت إلي اليونان، وكانت غلطتي أنني لم أعد إلي مصر مباشرة، وفي تلك الفترة وأنا في اليونان تلقيت اتصالا من الدكتور أيمن نور، الذي كان في البداية مؤيدا ل «30 يونيو» وله العديد من الفيديوهات التي تثبت ذلك، وعرض علي التوسط لدي المنتج باسم خفاجي الذي كان يؤسس قناة تلفزيونية في تركيا وقتها تحت اسم قناة «الشرق»، وقال أيمن نور لي أن القناة مفتوحة لكل الناس، وليست داعمة للإخوان، وبالفعل سافرت إلي تركيا والتقيت باسم خفاجي ومساعديه، ولم يكن أحد منهم من جماعة «الإخوان» واتفقنا باقتراح مني أن أقدم برنامجا وثائقيا يصحح أخطاء التاريخ، ولا علاقة له بالسياسة تحت اسم «الأبواب الخلفية»، وبالفعل بدأنا العمل، والتزمت بالمهنية الكاملة في عملي، ولم أتورط في أي شيء يسيء إلي وطني وشعب مصر العظيم، وحلقات البرنامج موثقة ومتاحة علي الانترنت، وإذا كان بها أي شيء مسيء حاسبوني.
التآمر علي الوطن!
ولماذا تركت القناة إذا كانت كل الأمور تجري بمهنية وبعيدة عن التسييس كما تقول؟
بعد عدة شهور من العمل بدأت الخلافات تظهر مع إدارة القناة، وبدأ اختلافنا في الأفكار يطفو إلي السطح، حتي وصلنا إلي مرحلة الصدام، فعلي سبيل المثال هم كانوا يصرون علي إطلاق وصف «الرئيس المنتخب» علي مرسي، بينما كنت أصر علي وصفه ب»الرئيس المعزول» فهذه حقائق لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، مهما كانت خلفيته السياسية، كما كنت أطالب بإعلاء المعايير المهنية واستضافة الرأي والرأي الآخر، لكنهم رفضوا، وبصراحة أنا لا أعرف سبب انحياز باسم خفاجي ل»الإخوان» وهل كانت بسبب رغبته في الحصول علي تمويل منهم أو لا، حقيقة أنا لا اعرف ولا أريد أن أخوض في شيء لا أعرفه، فالله تعالي سيحاسبني علي كل كلمة أقولها، ومع تصاعد الخلافات قررت في تلك الفترة ترك القناة بعد تجربة عدة شهور أعتبرها فترة سوداء في حياتي» رغم أنني لم أتورط في أية اساءة لبلدي، لكنني أيقنت في تلك الفترة أن وجودي في القناة كان خطأ، وأن استمراري بها سيكون خطأ أكبر، فقد يختلف الإنسان مع النظام في بلده، لكن لا يمكن أبدا أن أختلف مع الدولة، مع وطني، أو أدعو إلي هدم الدولة وتخريب منشآتها، أو التحريض علي قتل أفراد الشعب أو ضباط وجنود الجيش والشرطة، فهذه أمور لا يمكن الخلاف حولها... من حق أي انسان أن يختلف مع النظام، لكن ليس من حق أحد التآمر علي وطنه.. ولكل هذه الأسباب قررت الخروج من القناة في 5 يونيو 2015، لأكتشف وجها آخر لم أكن أراه من قبل، فقد أجبرونا علي التنازل عن نصف مستحقاتنا، وعندما لجأنا إلي الدكتور أيمن نور الذي اشتري القناة لاحقا، فوجئنا به يتخلي عنا.
وكيف كنت تري محتوي تلك القنوات التي تبث من تركيا وتحرض علي العنف في مصر؟
كما قلت هناك فارق بين الاختلاف مع النظام والتآمر علي الوطن، وما وجدته في تلك الفترة كان دعوات صريحة لقتل جنود جيشنا وشرطتنا البواسل الذين يؤدون واجبهم في حماية الناس وخدمة الوطن، وبالطبع رفضت هذا المنطق، فالخلاف السياسي لا يمكن أن يصل إلي التحريض علي القتل، وأنا أعتبر كل من يحرض علي هدم الدولة وقتل جنود الجيش والشرطة خائن لدينه ولوطنه ولإنسانيته، وأنا اتبرأ من كل هذه الدعوات المقيتة والكريهة، والتي لا تتناسب مع سماحة ديننا الاسلامي الحنيف وأخلاقنا المصرية المتسامحة، ولو كان من يطلقون تلك الدعوات الدموية متدينين حقا لالتزموا بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم في التسامح ونشر المحبة ونبذ الكراهية، لكن ما فعلوه ويفعلونه ليس سوي السعي إلي السلطة حتي ولو كانت علي جثث الشعب.
حلم العودة
ولماذا لم تعد إلي مصر بعد رحيلك عن تلك القناة طالما أنك لم تتورط في أي شيء ضد الدولة؟
في تلك الفترة كانت والدتي قد دخلت في حالة صحية صعبة، فهي سيدة مسنة وقعيدة وكانت بحاجة لوجودي إلي جوارها، فقررت العودة لأكون إلي جوارها في اليونان، لكن القدر لم يسعفني، وتعرضت لبعض المشاكل الصحية في المعدة واكتشف الأطباء خلال الفحوصات أنني مصاب بورم خبيث في المعدة، بالإضافة إلي عدة مشكلات صحية أخري لا أريد التطرق إليها حتي لا يقول البعض أنني أستدر عطف الناس بمرضي، فالله وحده يعلم بأي أرض سأموت، لكنني لا أريد سوي الموت في مصر، وأن أدفن عندما يأتي أمر الله في ترابها الحبيب، وأنا بالفعل نادم علي قرار خروجي من مصر، ولو عاد بي الزمن لما اتخذت أبدا هذا القرار الصعب، ويعلم الله أن رغبتي في العودة إلي مصر هي رغبة صادقة سواء قبل المرض أو بعده.
هل وجدت أي اجراءات لملاحقتك أو وضعك علي قوائم ترقب الوصول؟
في الحقيقة أنا لا أعرف إن كان اسمي مدرجا علي قوائم ترقب الوصول أم لا، ولست أعلم إن كانت هناك أية اجراءات أمنية او قضائية بحقي من عدمه، ولم أحاول معرفة ذلك، وقد عرض أحد المعارف استطلاع الأمر وأفادني بأن اسمي مدرج علي قوائم ترقب الوصول، ووالله أنا لا أعرف إن كان ذلك صحيحا أم لا، فهذا الشخص ليس شخصا مسئولا، وأتمني من الجهات الأمنية في مصر أن تعلن حقيقة موقفي.
يختنق صوته بالبكاء، ويصمت للحظات قبل أن يسترد ثباته ويواصل الحديث: أنا بالفعل لا أريد شيئا سوي العودة إلي بلدي، لكنني كأي إنسان أخاف من أن اتعرض للحبس في ظل ظروفي الصحية الحالية، وأنا وأقسم بالله العظيم لم اتورط في أي شيء ضد وطني، وأشعر بالندم الشديد علي تلك التجربة السوداء التي خضتها بالعمل في القناة بتركيا، لكنني واثق في سعة أفق السلطات في مصر، وقد لمست سماحة وصفح الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أكد في أكثر من مناسبة ان يده ممدودة لكل المصريين للتعاون في بناء بلدهم، طالما لم يتورطوا في العنف أو في التحريض عليه، وأنا واثق من أنه صادق في موقفه وفي دعوته، وأريد أن أطلق نداء له بأن يفتح الباب أمام كل المصريين الراغبين في العودة ماداموا لم يتورطوا في العنف أو التحريض ضد بلدهم، وأعرف أن هناك الآلاف من هؤلاء يحلمون ليل نهار باللحظة التي يعودون فيها إلي مصر.. ولا يثقون سوي في الرئيس ليكون الضامن لعودتهم آمنين مطمئنين إلي وطنهم، ليشاركوا في مسيرة التنمية والبناء بعد الفترة العصيبة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية.. وأنا علي يقين بأن الرئيس السيسي لن يخذلنا أو يغلق باب العودة في وجوهنا، فمصر المضيافة المتسامحة مع الغريب والأجنبي، ستكون أرحم وأحن علي أبنائها.
مؤامرة لحصار مصر
وكيف تابعت هجوم «الإخوان» ضدك سواء من قياداتهم او من أنصارهم عبر صفحات مواقع التواصل بعد إعلان رغبتك في العودة إلي مصر؟
أنا لا يهمني رأي أحد مادمت واثقا من صحة ما أفعله، فهم اتهموني بالخيانة والعمالة للأجهزة الأمنية في مصر وغيرها من الاتهامات التي يرددونها بحق أي شخص مختلف معهم، وأنا لا يفرق معي هجومهم او رضاهم لأني أرفض أن يزايد أحد علي وطنيتي، وأنا لم أخطيء عندما طلبت العفو والغفران من وطني، وكل ما أريده هو العودة إلي أرضه فقط، لأكون بين الملايين التي تبني مصر المستقبل التي نريدها تتسع لنا جميعا، وليست علي مقاس فصيل بعينه، وأود ان أقول ل«الإخوان» وأنصارهم، والمتعاطفين معهم: أفيقوا... نعم أفيقوا من تلك الأفكار التي ترددونها في كل وقت ولا تريدون أن يروا أن كل شيء يتغير من حولكم ، ولا تدركون أن رحيلكم عن الحكم كان بإرادة الشعب، وانتخاب الرئيس السيسي كان أيضا بإرادة الشعب، وعليكم أن تحترموا إرادة الشعب في كل الأحوال، أما الحديث عن عودة مرسي وغيره فهذا «كلام فاضي» عليهم أن يكفوا عنه، ويتوقفوا عن تحريض أنصارهم علي العنف وتدمير البلد فقط لأنهم ليسوا في الحكم، بينما القيادات تنعم في الخارج في الفنادق وتعقد المؤتمرات وتتلقي التمويل، وحتي ما يرددونه عن اعتصام «رابعة» يمكن تسويته مع الدولة إن هم أرادوا المصالحة، فهذا الاعتصام المسلح كان ضد الدولة، ومنه خرجت دعاوي تحريض لا يمكن لدولة أن تقبلها، وانظروا إلي الوضع في دول أوروبا الديمقراطية، هل يمكن لدولة منها أن تقبل باعتصام مسلح علي أراضيها يدعو صراحة لقتل أفراد الجيش والشرطة؟!، وأقول للمتعاطفين مع «الإخوان» أفيقوا، فالقيادات تستخدمكم لأغراض سياسية من أجل الوصول إلي الحكم، فالسلطة هي قضيتهم الوحيدة، ومن يتصور أنه قادر علي هدم الدولة المصرية فهذا «بعيد عن شنباته».. واستمعوا إلي شهادات القيادات الإخوانية التي انفصلت عن الجماعة مثل الدكتور محمد حبيب ومختار نوح وغيرهم لتدركوا أن «الإخوان» طوال تاريخها جماعة صفقات.
وكيف تري حملات الهجوم علي مصر حاليا في أوروبا ؟
بالفعل أنا بحكم إقامتي في اوروبا أرصد أبعاد تلك الحملات، وهناك بالفعل مؤامرة دولية لحصار مصر، وإجبارها علي الأذعان، وهناك أيضا محاولات متعمدة لتشويه مصر في مختلف وسائل الإعلام في العالم، وعندما يصدر حكم ضد الإخوان تمتليء وسائل الإعلام بالانتقادات، بينما عندما يصدر نفس القضاء أحكاما بتبرئة العديد من قيادات الجماعة لا نجد صدي لهذه الأخبار، فالإخوان يعملون علي تشويه صورة مصر وخداع البسطاء، وترويج صورة مغلوطة عن الأوضاع الداخلية، علي الرغم من انني ألمس أن النظام حاليا منفتح علي الجميع ويريد معارضة وطنية حقيقية تعارض بشرف وهناك مساحة حرية كبيرة أراها في وسائل الإعلام المصرية، وأسمع انتقادات للعديد من السياسات الحكومية، لكن الصورة الرائجة هنا في أوروبا غير ذلك، ومن المهم أن تتحرك الدولة بكل ثقلها لتصحيح تلك الصورة، وأول خطوة لابد ان تتخذ في هذا السياق أن يتم فتح الأبواب لعودة أي مصري يرغب في الرجوع إلي وطنه ، وأن تساهم السفارات في الخارج بإيجابية في هذا العمل بتوضيح حقيقة الأمور في مصر، وأنا علي يقين بأن الدولة ستستجيب ان شاء الله لدعوتي تلك، وأنا أول من يتمني العودة إلي الوطن وأدعو الله أن يكون ذلك قريبا جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.