عندما تتأمل ثورة 25 يناير وما بعدها بنظرة تحليلية تفاجأ بحقائق مدهشه، وتري من التناقضات ما يثير دهشتك، بل وسخريتك ايضا، فأصبحت مصر بحق بلد العجائب والغرائب والتناقضات الاجتماعيه والاقتصادية والسياسيه ايضا. نظم عدد من شباب ثورة 25 يناير حملة لتنظيف الشوارع والميادين العامة بالقاهرة والجيزة والاسكندرية، وظهر الشباب يجمعون القمامة بجانب عمال النظافة، بالاضافه الي قيام بعض الشباب ايضا بطلاء الأسوار الحديدية والأرصفة. الا انه ظهر البعض الاخر يلقي بالقمامة ومخلفات المباني في الشوارع. وبرغم ان الشباب ايضا قام بتنظيم المرور اثناء غياب رجال المرور ،الا اننا لاحظنا ان البعض يسير في عكس الاتجاه وهناك من يقف في صف ثاني و ثالث ورابع احيانا بقصد الفوضي والاصرار علي المخالفة. وفي الوقت الذي ظهرت فيه اللجان الشعبية لحماية الممتلكات الخاصة والعامة من اللصوص الا انه ظهر الذين يستغلون الفوضي ويسرقون البنوك ويسلبون المحال التجارية والمولات والسيارات ايضا. وعندما كان الشباب يطالبون بالعدل والمساواه والقضاء علي الفساد والظلم في ميدان التحرير وجدنا من يكسر ويخرب ويحرق ويرتكب جريمة التعدي علي الاراضي الزراعية بالبناء. واللافتات كانت اغرب ما شاهدناه اثناء الثوره ، بجانب لافتات الشعب يريد اسقاط النظام وجدنا لافتات بدم خفيف تقول: ارحل الوليه عاوزه تولد والواد مش عايز يشوفك، ارحل مراتي وحشتني وان متزوج من 20 يوم، ارحل بقي ايدي وجعتني، ورجل يحمل ابنه علي كتفه رفع لافته تقول:ارحل كتفي وجعني، واخر شعر رأسه طويل رفع لافته تقول: هاتمشي هاتمشي.. انجز علشان عايز احلق، ولافتات اخري تقول : ارحل متورطش الجيش، واسبوع ياريس ولا حتي تليفون ،ارجع يا ريس كنا بنهزر معاك مع توقيع الكاميرا الخفية. هذه بعض المتناقضات ولكن السؤال هو: هل ظهرت هذه المتناقضات نتيجة كبت وظلم وفساد النظام السابق ام اصبحت ثقافة مجتمع؟