انفاس العالم تلهث وتتلاحق الآن وهو يتابع بكل اهتمام التطورات المتسارعة والمستجدات المتلاحقة التي تشهدها الأزمة السورية حاليا، بحثا عن حل يطفئ النيران المشتعلة بطول وعرض الشام، وسعيا لتحقيق توافق صعب بين القوي المتصارعة والميليشيات المتصادمة والجماعات المتقاتلة يوقف نزيف الدم المسفوح علي الأراضي السورية طوال السنوات الخمس الماضية وحتي الآن. ووسط ذهول العالم كله يطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاجأة من العيار الثقيل، ويعلن في ذات اليوم الذي بدأت فيه مباحثات جنيف بين الأخوة الاعداء في سوريا -الحكومة المعارضة- انه اعطي تعليماته وأوامره للجيش الروسي ببدء سحب القوات الروسية من سوريا. الاعلان الروسي جاء بمثابة الصدمة غير المتوقعة علي المستوي الاقليمي الشرق اوسطي والعربي، وأيضا علي المستوي الدولي، رغم انه كان مصحوبا بالتأكيد علي أنه يأتي سعيا لدعم عملية السلام ومحاولة انهاء الصراع الدامي في سوريا،..، وبالرغم من أن بوتين اعلن انه اتصل بالرئيس السوري وابلغه القرار. والاعلان الروسي المفاجئ احدث اضطرابا ودهشة وموجة من الزهول في ارجاء العالم، حيث اعلنت امريكا انها لم تتلق أي إشعار مسبق بالقرار، وسارع الرئيس الامريكي اوباما بالاتصال ببوتين لإستيضاح الأمر، والاوروبيون اعلنوا كذلك عن اندهاشهم للمفاجأة، وايضا مبعوث الأمم المتحدث الخاص بالازمة السورية «دي ميستورا» اعلن انه فوجئ. ولكن الكل بما فيهم المعارضة السورية رحبوا بالقرار الروسي الذي بدأ تنفيذه فعلا بالأمس، وقالوا انهم يأملون في أن يساعد للوصول إلي اتقاق السلام،...، ونحن ايضا نتمني ونأمل أن يتحقق السلام في سوريا. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل كان القرار الروسي مفاجئا للكل فعلا،...، أم انه جاء في اطار اتفاق روسي امريكي مسبق؟!!