بعد حالة من الهدوء بدأ النشاط يدب فجأة في مراكب الصيد بالغردقة، اعتلاها الصيادون واستعدوا بمعداتهم لاستقبال الأسماك التي انطلقت في رحلتها السنوية من المحيط الهندي، خاصة تلك التي يطلق عليها اسم «الشعور»، وبدأوا يحلمون بصيد وفير يعوضهم شهور قلة الرزق، ففي منتصف مارس من كل عام يبدأ موسم صيد هذه الأسماك، الذي يشبه موسم الحصاد عند الفلاحين. ويصبح «الكاليماري» هو البطل في عملية الايقاع بها!. يوضح محمد سالم (صياد) أن أسماك الشعور تهاجر من المحيط الهندي وتمر بالبحر الأحمر لتضع بيضها في عدد من المناطق، ويستمر وجودها حتي شهر يوليو، وأضاف أنها تأتي في أفواج بالملايين، ويصبح صيدها أكثر سهولة في الليالي القمرية.. ويؤكد محمود حميد (صياد) أن هناك أنواعا من أسماك الشعور تتواجد طوال العام في البحر الأحمر، وتعرف ب«السكنة» وهي كبيرة الحجم، ويمكن اصطيادها في موسم المرجان، خاصة في شهر يناير، ويشير إلي أنه يوجد أكثر من نوع منها مثل الشعور الحر، الشركس، القمرة، البونجز، الخرمي، وأبو عين.. وعن أسلوب الصيد يتحدث سعد حسين (صياد) فيشير إلي أن صيد «الشعور» يتم بأسلوب اسمه «التشير»، حيث يتم إلقاء أسماك مفخخة في البحر لجذبها، ثم يتم رمي السنارة وسطها، ويكون الطعم «كاليماري وشردي»، أما مناطق الصيد فتتركز في جزر أبو رمادة، أم قمعر، الشبرور، كارلوس والعرن الصغير، ويرجع ذلك إلي أن أعماق المياه المحيطة بها مناسبة كي تضع الأسماك بيضها بها.. ويشكو محمد حسين من الهواة الذين يستأجرون مراكب سياحية، ويستخدمون أجهزة الجي بي إس في الوصول إلي هذه الجزر، لأنهم يزاحمون الصيادين في أماكن رزقهم ويسببون لهم أضرارا كبيرة.. ويؤكد غريب صالح رئيس جمعية الصيادين بالغردقة أن موسم صيد أسماك الشعور ذو أهمية بالغة للصياد، حيث ينتظرها طول العام مثلما ينتظر الفلاح موسم الحصاد، وأوضح أن الصيد يبدأ بعد غروب الشمس وحتي مطلع الفجر، ولا تقترب الأسماك من «الطعم» إلا بعد أن تضع بيضها، ويشير إلي أن «الكاليماري» هو الطعم المفضل، لكن بعض الصيادين يستخدمون السردين لجمع أكبر عدد من «الشعور» تحت مراكبهم. وشدد علي أن صيد هذه الأسماك لا يؤثر علي المخزون السمكي، لأنها مهاجرة، وإذا لم يتم صيدها فستذهب إلي دول أخري. البحر الأحمر - إبراهيم الشاذلي