أوباما فاجأ د.«حواس» بسؤال غريب قائلاً: "أريد أن أعرف أين دفن الملك خوفو زوجاته لأنني أفكر حالياً في مكان دفن زوجتي ميشيل بعد عمر طويل تعد زيارة باراك أوباما إلي منطقة أهرامات الجيزة هي الأهم؛ ليس فقط لكونه رئيس أقوي دولة علي الأرض؛ ولكن للأحداث التي ارتبطت بها وكذلك صور الزيارة التي نشرت في كل مكان بالعالم وكانت الإبتسامة العريضة تعلو وجه أوباما وهو يقف أمام الأهرامات وأمام أبو الهول. وقد حققت هذه الصور رواجاً سياحياً لمصر في وقت كانت السياحة إلي مصر تتصدر قوائم البلدان المفضلة كمقصد سياحي. في البداية قرر أوباما الدخول إلي داخل الهرم علي الرغم من اعتراض الأمن المرافق للزيارة علي ذلك لأنه لم يكن ضمن خطة التأمين ومسار الزيارة! المهم أن الرئيس دخل إلي هرم الملك خوفو ووصل إلي الحجرة المسماة خطأ بحجرة الملكة وشرحت له الهرم من الداخل وقصة كل حجرة وممر والأبواب السرية داخل سراديب ما يعرف بقنوات التهوية.. كان واضحاً مدي انبهار أوباما بالأهرامات ومدي التقدم المعماري والهندسي لدي الفراعنة. ولكن أوباما فاجأني بسؤال غريب ونحن نهم بالخروج من الهرم! سألني أوباما أين دفنت زوجات الملك خوفو؟ وأردف قائلاً: "أريد أن أعرف أين دفن الملك خوفو زوجاته لأنني أفكر حالياً في مكان دفن زوجتي ميشيل بعد عمر طويل؟!" ومررنا بأهرامات زوجات الملك خوفو وكنت أحدثه عن عصر خوفو وإنجازاته وفضله علي الحضارة المصرية.. وفي هذه المناسبة لابد وأن يتم إطلاق اسم خوفو علي أكبر مباني العاصمة الإدارية الجديدة وعلي أكبر شارع بها وعلي أكبر ستاد رياضي مزمع إقامته بالعاصمة الإدارية الجديدة وذلك لفضل الملك خوفو وعصره علي الحضارة المصرية القديمة ولكي نثبت للعالم كله أننا نعرف تاريخنا معرفة حقيقية. نعود إلي زيارة أوباما حيث فوجئت بأن المشرفين علي الزيارة قد أعدوا جملاً ليركبه أوباما ليتم تصويره ومن خلفه الأهرامات!؛ وهنا قلت لأوباما:"أرجو ألا تفعل ذلك؟ لأنني لا أريد أن تنشر صورة كذلك ترسخ الاعتقاد أن مصر مجرد أهرامات وجمال!" وافق أوباما علي الفور ورفض ركوب الجمل وأمر مساعديه ركوب الجمل ليستمتع برؤية المشهد. توجهنا إلي مقبرة الموظف الكبير قار من عصر الأسرة السادسة؛ وكان أوباما معجباً بالمناظر البديعة المنقوشة علي جدران المقبرة؛ وفجأة وقعت عيناه علي حرف هيروغليفي ينطق (حر) يمثل وجه آدمي بأذنين؛ ووجدت الرئيس أوباما يدقق النظر في الوجه المنقوش وبعدها قال لي: "انظر! إن هذا الوجه يشبهني تماما!" وبالفعل نظرت إلي الوجه ووجدته شبه وجه أوباما؛ وانفجرنا في الضحك وبعدها سألني عن قبعتي وسر شهرتها؟ وقلت له إنها الاكتشافات الأثرية التي حققتها وظهرت هذه القبعة وأنا أرتديها؛ إنه سحر الفراعنة الذي شهر هذه القبعة! وأخبرته كذلك أن نسخا من قبعتي تباع لصالح متحف الطفل في مصر الجديدة. وقمت بإهدائه قبعة وضعها علي رأسه وهو يبتسم. جاءت اللحظة التي كان ينتظرها أوباما وهي رؤية أبو الهول والوقوف أمامه وجها لوجه. كان من الواضح أن الرئيس يستمتع بكل تفاصيل زيارته إلي الأهرامات وكان سؤاله الدائم لماذا صنع الفراعنة هذا؟ وكيف بنوا هذا؟ ولماذا تكلفوا كل هذا الجهد في نحت تلك الأحجار؟ ونحن نقف أمام أبو الهول وجدته يقول إنه الآن حقق حلما طالما تمني تحقيقه وهو طفل صغير بأن يسافر إلي مصر ويري أبو الهول. أذكر أن المصورين التقطوا لنا مئات الصور في ذلك اليوم ووجدت باراك أوباما هادئاً يستمتع بزيارته ولا يتذمر من أي شيء ويحيي الناس والسائحين وذلك علي عكس كثير من المشاهير الذين صحبتهم في جولات بالمنطقة الأثرية. وأعترف أن فراعنة مصر العظام وآثارهم أبهروا كل ملوك ورؤساء العالم.