ظهور النجم المصري محمد صلاح بمستوي عال في مباراة فريقه روما أمام باليرمو هذا الأسبوع في الجولة السادسة والعشرين للدوري الإيطالي ( الكاليتشيو ) جاء ليعطي جماهير وخبراء الكرة المصرية كثيرا من الإطمئنان قبل مباراتي نيجيريا مع مصر في تصفيات كأس الأمم الأفريقية في الأسبوع الأخير من شهر مارس القادم، وخاصة في ظل التقدم الكبير والمطرد لمستوي مواطنه محمد النني والذي رشحه للانتقال والإنخراط بنادي أرسنال أحد أندية القمة الإنجليزية.. وكان مستوي صلاح قد تراجع نسبياً متأثراً بابتعاده عن الملاعب لعدة أسابيع بسبب إصابته في إحدي مباريات الدوري الإيطالي، ولكنه استعاد كثيراً من مستواه تدريجياً وتألق في مباراة فريقه أمام ريال مدريد في دوري الأبطال الأوروبي رغم أن التوفيق لم يحالفه في تسجيل أي هدف وخرج روما مهزوماً بهدفين نظيفين.. ووصفت صحيفة " آس " الأسبانية صلاح أنه أحد أفضل لاعبي روما وأنه لاعب ذو عدة أرجل وتفوق في كل سباقات السرعة مع ثنائي الدفاع مارسيلو وسيرجيو راموس.. ونعود إلي المباراة الحدث والتي انتهت بفوز روما علي باليرمو بخمسة أهداف نظيفة أحرز منها صلاح هدفين ( الثالث والرابع ) وكان هدفه الثاني هو حديث المعلقين ومواقع التواصل الاجتماعي وجماهير الكرة في إيطاليا والعالم.. ووصف الجميع الهدف بأنه من الأهداف المستحيلة والتي يصعب تكرارها فقد جاء من كرة ميتة بعد أن اعتقدوا أنها ضاعت ولكن صلاح لم يستسلم ونجح في السيطرة عليها قريباً من خط المرمي وسددها من زاوية مستحيلة مذكرة خبراء اللعبة بهدف الإيطالي كريستيان فييري لفريقه الاسباني اتليتكو مدريد في مرمي باوك اليوناني في موسم 97/1998، وأيضا هدف نجم مصر الأشهر محمود الخطيب في مرمي اسكو.. ولا شك أن هذه الكلمات تأتي في هذه المناسبة تعبيراً عن تقديرنا لنجم مصري صنع نفسه بنفسه بعيداً عن أندية القمة وبجهود شخصية بداية من انضمامه لنادي المقاولون العرب منذ أن كان ناشئاً ثم اشتراكه في أول مباراة رسمية له ضد فريق المنصورة في مايو 2010.. بعدها واصل ابن مركز بسيون بالغربية قفزاته في عالم الكرة خلال سنوات قليلة وانتقل إلي بازل السويسري في أبريل 2012، ثم انتقل إلي فريق تشيلسي عام 2014.. ولم تكن أوضاع صلاح في ناديه الإنجليزي مرضية لطموحه ولا لجمهوره، ولذا كان قراره بالرحيل في إعارة لمدة ستة أشهر لنادي فيورنتينا الإيطالي في فبراير 2015.. وقد انضم محمد صلاح إلي روما في بداية الموسم الكروي 2015/2016، واستطاع أن يرفع رصيده من الأهداف مع فريقه الإيطالي إلي تسعة أهداف حتي الآن. أصبحت لصلاح شعبية جارفة بين جماهير الكرة الإيطالية يشعر بها كل من يرافقه في جولاته بالعاصمة روما.. وقد اكتسب النجم المصري ثقة الجميع في ناديه وكان أساسياً مع المدير الفني السابق جارسيا ونفس الشيء مع المدير الفني الحالي سباليتي، كما نجح في خلق علاقات غاية في الود مع نجوم الفريق وعلي رأسهم فرانشيسكو توتي ودانييلي دي روسي، ويري المتابعون أن سباليتي المدير الفني الحالي سيكون أكثر فائدة لصلاح فيما يختص بمنحه حرية اللعب في أكثر من مركز والدخول لمنطقة المناورات والاهتمام بكيفية التصرف الصحيح في اللمسة الأخيرة.. وعموماً فإننا نقدم اليوم محمد صلاح كنموذج مجتهد للاعب المصري الخلوق وهدفنا في النهاية أن يكون مثالا يحتذي به في الداخل والخارج بين مواطنيه الذين يمتلكون الموهبة والإصرار علي تطويرها بما يفيدهم ويعود بالخير علي المنتخبات الوطنية..