مصر التي في خاطري وفي فمي... أحبها من كل روحي ودمي كلمات كتبها شاعر النيل حافظ إبراهيم منذ سنوات طويلة لتعبر عن تلك العاطفة الجياشة التي يعيشها والتي تحولت كلماتها إلي واحدة من أشهر الأغنيات الوطنية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.. ومازالت تتردد علي ألسنة المواطنين في المناسبات الوطنية المختلفة لانها ببساطة تعبر بصدق عما يشعر به كل مصري عاشق لهذه الأرض الطيبة والوطن الخالد. بالفعل هي في خاطرنا جميعاً ونحبها بكل جوارحنا ونفتديها بالعزيز الغالي.. نريدها عظيمة.. مرفوعة الرأس بين الأمم يباهي بها ابناؤها وتباهي بهم.. نريدها متقدمة تسابق دول العالم وتسبقهم في كل المجالات.. نسعي لاستحضار أمجادها وتفوقها لتظل رمزاً دائماً ومتجدداً للحضارة والتحضر. ولعل الظروف التي نعيشها حالياً هي الانسب لاجراء مراجعات شاملة واتخاذ اجراءات حاسمة وفاعلة تعيد مصر الي مسارها الحضاري الطبيعي بين الأمم.. بل في مقدمتها.. ولعل أول هذه الإجراءات هو مكافحة الفساد والقضاء عليه في مختلف المجالات وتطهير مفاصل الدولة من غبار الزمن الذي تراكم عليها بتطوير واعادة صياغة القوانين التي تنظم كافة شئون الدولة وتحمي مصالحها دون أن تجور علي حقوق ابنائها. بالتأكيد ان ما سيتم تحقيقه سيؤدي إلي عدالة اجتماعية توصل ثمار أي إصلاح وتنميته إلي المواطنين لتشعرهم بما يحققه الوطن من مكاسب واستثمار لثروات وموارد الدولة.. وبالتالي تجعلهم مشاركين في صنع القرارات والنجاح.. فعندما يشعر المواطنون بالثمار والمكاسب المتحققة سيسعي بكل جد للمشاركة في صنع التقدم والنجاح المستهدف.. وهو ما سيخلق حالة من الديمقراطية التي نريدها جميعاً.. فلم تكن الحالة المصرية تفتقد الديمقراطية بقدر ما كانت تفتقد المشاركة الحقيقية من ابنائها في صنع القرار والتأثير علي الدولة. وبغض النظر عن الاسباب التي أبعدت المواطن عن المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية أري أن المشاركة لحث الجميع علي تحقيق الديمقراطية الحقيقية وهي آراء تنطلق من عشقنا لمصر التي في خاطرنا ونحبها من كل روحنا ودمنا. [email protected]