الغيوم الكثيفة والشبورة المائية فوق بحيرة ناصر منعت اشعة الشمس من التعامد علي وجه الملك رمسيس الثاني وقدس الأقداس بمبعد ابو سمبل، ولم يمنع ذلك الاحتفال بتلك الظاهرة الفريدة التي تعودت عليها الشمس منذ 33 قرناً من الزمان بحيث تزور قدس الاقداس في الساعة 6.21 صباحاً في نفس اليوم من كل عام، وتم تقديم عدد من العروض الفنية المبهرة لعدد من الفرق الدولية والمصرية المشاركة في مهرجان اسوان للفنون والثقافة والتي بلغ عددها 15 فرقة، كما شهد الاحتفال 471 سائحاً من إجمالي 4 آلاف حضروا إلي مدينة ابو سمبل لمتابعة تعامد الشمس. اقيمت الاحتفالات في بهو المعبد بحضور اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار وحلمي النمنم وزير الثقافة وذلك علي الرغم من ظروف الطقس والشبورة المائية التي حجبت أشعة الشمس في التوقيت المحدد للتعامد. وأكد محافظ أسوان أنه تم وضع شاشة بلازما خارجية أمام المعبد لإتاحة مشاهدة لحظة تعامد الشمس لجميع الحضور بعيداً عن التزاحم والتكدس. وافتتح وزير الآثارعلي هامش الاحتفال د. ممدوح الدماطي أمس مركز «توثيق إنقاذ معبد أبو سمبل».. وكان الوزير قد اكدا في كلمة له عشية تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني ان هذه العملية كانت محسوبة وفقا لدراسات فلكية دقيقة لتأليه الملك رمسيس وليس بمحض الصدفة.. وأكد الدماطي، علي أهمية هذا المركز الذي يُعد خير شاهد علي واحد من أهم وأكبر المشاريع التي شهدتها مصر وهي حملة إنقاذ آثار النوبة، ومدي الاهتمام الدولي الذي ناله هذا المشروع، وأشار إلي أن المركز يساهم في حفظ جميع مراحل العمل للأجيال القادمة.. ومن جانبه أوضح الأثري حسام عبود مدير آثار أبو سمبل بأن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني عمرها 33 قرناً من الزمان وتجسد التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريون، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، لافتاً إلي أن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالاً بموسم الفيضان والزراعة، والأخري يوم 22 فبراير احتفالاً ببدء موسم الحصاد حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس علي تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة (أمون ورع حور وبيتاح)، وكان المشاركون في احتفال في تعامد الشمس قد شاهدوا عرض الصوت والضوء مساء ليلة التعامد 21 فبراير والذي يحكي فترة حكم الملك رمسيس بتسع لغات وتتضمن العروض إضاءة مبهرة لواجهة المعبد مع خلفيات موسيقية، بجانب إسقاطات ضوئية علي واجهات المعبد الكبيرة والصغيرة. أسوان - مصطفي وحيش وأميرة شعبان