إسحق هرتزوج حزب العمل ينادى باستكمال الجدار العازل ليضم الكتل الاستيطانية فاجأ زعيم المعارضة الإسرائيلية وتيار الاتحاد الصهيوني إسحق هرتزوج الجميع بإعلان خطة سياسية تهدف - حسب قوله - إلي وضع حل للموقف المتأزم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أساس الخطة التي دعا اليها زعيم المعارضة يطيح تماما وبصراحة مطلقة بحل الدولتين الذي تسعي اليه كافة القوي الدولية ولو من باب الممالأة وذر الرماد في العيون. قال هرتزوج علناً ان حل الدولتين أصبح محال التحقيق في ظل الظروف الراهنة وأطلق خطته التي قال فيها انه لا يتخلي عن حل الدولتين لكن حتي يتم تحقيق ذلك دعا إلي فصل العشرات من القري والأحياء الفلسطينية عن باقي أنحاء القدسالشرقية، مع استكمال بناء الجدار العازل في الضفة الغربية علي نحو يطوق الكتل الاستيطانية اليهودية ويضمها بشكل عملي إلي باقي الضفة. هرتزوج قال « نحن هنا وهم هناك، أتمني ان نستبعد اكبر عدد من الفلسطينيين ونفصلهم عنا وبأسرع مايمكن». وأضاف: «هذا هو نمط التعايش المتاح الآن». المفاجأة المثيرة للسخرية ان هرتزوج وهو رئيس حزب العمل الذي كان يوصف باليساري زايد علي زعماء اليمين الإسرائيليين، فأثني علي قرار رئيس الوزراء الراحل ارئيل شارون ببناء الجدار العازل لكنه وصفه بالمهمة الناقصة التي ينبغي استكمالها. واستمراراً للهزل وضع هرتزوج رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو في سلة واحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً انه لم يجد في أي منهما شريكاً سياسياً يمكن التعاون معه لأنه حذر كليهما من أعتاب الانتفاضة الثالثة لكنهما لم يتجاوبا معه. كلام هرتزوج يفهم منه انتقاد لرخاوة نتانياهو وكأنه يريد الظهور بمظهر الزعيم الأكثر تشدداً وحرصاً علي مصلحة وأمن الجمهور الإسرائيلي، لا سيما حين تنصل من الأيديولوجية اليسارية التقليدية التي بُني عليها حزب العمل في مقابل يمينية الليكود، حين قال:» لم أقدم نفسي أبداً كيساري، لكنني انتمي إلي تيار الوسط!. حظيت خطة هرتزوج بموجة انتقادات في أوساط اليسار الإسرائيلي. وأخذ عدد من رموزه علي عاتقهم مهمة الرد علي هرتزوج وتفنيد دعواه من منظور ان المقارنة بين خطة شارون وخطة هرتزوج غير صائبة لأن غزة ليست كالضفة وأن محاولة التشبه بشارون ليست مجدية. ويعتقد كثيرون ان الخطة السياسية الجديدة التي أعلنها هرتزوج لا تعدو ان تكون مناورة سياسية للاستهلاك المحلي ترمي إلي تثبيت أقدامه في مجال الحكم ومنافسة نتانياهو في الانتخابات القادمة. مع ذلك وفي تحول لافت أضاف زخماً علي مبادرة هرتزوج قرر حزب العمل بالإجماع تبني خطته وتحويلها إلي برنامج للحزب ضمن عملية تطوير البرنامج الذي لم يطرأ عليه أي تغيير منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 2002. في نصه الذي أعلنه الحزب جاء ان حزب العمل يتمسك بحل الدولتين، وأنه سيعمل علي الحيلولة دون الانزلاق نحو الدولة الواحدة، وأن الحزب يعتقد انه من الضروري ان تحتفظ اسرائيل بالسيطرة علي الكتل الاستيطانية الواقعة بالضفة الغربية واستكمال الجدار العازل لإبقاء «الإرهابيين» بعيداً عن اسرائيل وتجميد كل اعمال البناء في المستوطنات خارج الكتل. فضلاً عن ذلك ينص البرنامج علي انه من الواجب توسيع السلطات المدنية للسلطة الفلسطينية عن طريق توسيع المنطقة «ب» وهي الجزء الواقع بالضفة الغربية ويخضع لسيطرة إسرائيل الأمنية، لكن السيطرة المدنية تقع في يد السلطة الفلسطينية، وذلك علي حساب المنطقة «ج» التي تخضع بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية. وتقول الخطة أن قطاع غزة يجب ان يكون جزءاً من أي اتفاق نهائي. وأخيراً تدعو الخطة إلي إشراك الدول العربية المعتدلة خاصة مصر والأردن في العملية الدبلوماسية.