عمال السكة الحديد أثناء إزالة آثار الحادث لتسيير القطارات اختلف خبراء النقل علي قرار الاستعانة بشركة أجنبية لإدارة السكة الحديد، فهناك من رأوا أنه عيب في حقنا، بينما أكد آخرون أنه قرار شجاع، وأجمعوا علي توجيه أصابع الاتهام إلي الإهمال باعتباره الجاني الحقيقي في حوادث القطارات، فيري المهندس رشاد المتيني وزير النقل الأسبق أن حوادث القطارات يمكن أن تقع في أي دولة متقدمة ، مثلما حدث في ألمانيا قبل أيام عندما اصطدم قطاران ببعضهما نتيجة عدم الالتزام بالسرعة ، وأوضح أن معظم الحوادث التي تقع لا تخرج عن سيناريوهين هما عدم الالتزام بالسرعة في مناطق لا تسمح بتزايد السرعات أو مرور أشخاص أو سيارات من المزلقانات المفتوحة بالخطأ ، وأضاف: قام المهندس محمد منصور وزير النقل الأسبق بوضع خطة للقضاء علي حوادث المزلقانات بتعميم المزلقانات الالكترونية ، لكن لم يتم تنفيذها حتي الآن بسبب عدم وضعها ضمن أولويات الحكومة أو هيئة السكة الحديد ، كما يشير المتيني إلي اقتراح سبق أن طرحه وكان سيكلف مبالغ بسيطة جدا ، وهو تشغيل عمالة مؤقتة من خريجي المدارس الصناعية في نطاق محافظاتهم، بحيث يعمل 6منهم علي كل مزلقان، لإحكام الرقابة عليه. ويؤكد أن المنظومة تعاني من مشاكل متعددة ، أبرزها عدم المتابعة الجيدة التي تقلل الحوادث ، وتغيير الوزراء بصورة مستمرة دون الاهتمام بخططهم الموضوعة التي يتم تنفيذها طبقا لجدول زمني محدد ، ويري أن الفساد هو الشماعة التي تعلق عليها هذه الأخطاء، رغم أن المتهم في هذه الحوادث هو سوء الإدارة وعدم محاسبة المخطئين بحزم.. وعن حلول مواجهة حوادث السرعة والحد منها يقول: تم بالفعل تركيب أجهزة حساسة علي القضبان لتنذر السائق في حالة تخطيه السرعة، وقد تم ذلك في خطي القاهرة والإسكندرية، والقاهرة، بني سويف ، ومن المقترح تنفيذها علي بقية الخطوط. وشدد علي ضرورة وضع منظومة إدارية تتمتع بالقوة وتكون ملزمة للهيئة والوزارة والحكومة لتنفيذ الخطط الموضوعة بالجداول الزمنية المحددة مع توفير الدعم المادي اللازم ومراقبة جودة قطع الغيار والصيانة الدورية .. ويؤكد حسام فودة مستشار وزارة النقل الأسبق ان هيئة السكة الحديد هي المسئول الاول عن تحول السكة الحديد الي « خرابة»، مضيفا ان المناخ الحالي غير مناسب للتعاقد مع شركة أجنبية لكي تدير هذا المرفق، ويري أنه كان من الأهم تطوير البنية الأساسية وحسن إدارة كفاءات السكة الحديد والاستفادة من جميع العاملين بالهيئة وتعيين مجلس إدارة كفء يستعين بالكفاءات المصرية التي يراها مناسبة، وأكد أن قرار التعاقد مع شركات أجنبية يعتبر إعلانا عن فشل الحكومة في السيطرة علي المرفق. وقال المهندس هاني حجاب رئيس هيئة سكك حديد مصر الأسبق أن أغلب حوادث القطارات يرجع إلي عدم القدرة علي صيانة القضبان وتحويل الاشارات البدائية الي كهربائية، بالاضافة الي ان المزلقانات العشوائية لذلك يجب عمل دورات تدريبية بانتظام لمتابعة الأمور وضمان تفادي الحوادث، والاهتمام بتطوير البنية الاساسية لها من طرق وعربات وجرارات. ويؤكد الدكتور اسامة عقيل أستاذ الطرق والمرور والمطارات بكلية الهندسة بجامعه عين شمس أن قرار الاستعانه بشركات أجنبية في تطوير السكك الحديد أمر مناسب جدا لان هذه الشركات سترسل مستشارين لها فقط للعمل علي وضع الاستراتيجيات والسياسات العامة المنوط بها تطوير السكة الحديد. ويضيف: «الناس فاهمة غلط هذه التصريحات» وطالب الإعلام بتوضيح الصورة الكاملة لهذا القرار الشجاع والمفيد لتحسين وتطوير السكك الحديد.