الحنطور مصدر رزق «محمود» .. انقرض فى محافظته ولم ينفعه البكالوريوس حتي وقت قريب كان «الحنطور» وسيلة نقل أساسية في الفيوم، لا يوجد شارع فيها يخلو من واحد منها، أو يختفي منه صوت وقع أقدام الحصان الذي يجر عربته، ولكن أصبح حاليا مهددا بالانقراض، وهو الأمر الذي يوجع قلب محمد محمود، شاب لم يتجاوز ال34 عاما، حصل علي بكالوريوس التجارة، ولكنه فضل بكالوريوس قيادة الحنطور الذي ورثه عن ابيه وأجداده، وينظر محمود إلي عربته بحسرة، وألم وهو يشاهد مصدر رزقه وأحد معالم بلده وهي تضيع. يخرج محمود كل يوم من منزله في منطقة درب الطباخين بحي الصوفي وهو يحمل الهم ولا يتوقف عن الدعاء بأن يحفظ الله مهنته من الزوال، يقول لنا انه يعمل سائق حنطور منذ 26 سنة في المهنة التي ورثها أبا عن جد، مشيرًا إلي أن الفيوم كانت تشتهر بتواجد الحناطير في كل مكان لدرجة أنه في بداية سنة 2000 وحتي 2006 تعدي عدد الحناطير بالمحافظة 1000 حنطور، بعدها انفتح سيل تراخيص السيارات ، في حين لم يصمد سوي 20 حنطورًا فقط.. ومازال الأمل يسكن قلب محمود فقد اصر رغم كل هذه الظروف علي مواصلة العمل علي أمل أن تنتعش السياحة مرة أخري بالمحافظة، فقد كان في أوقات انتعاشها يعود إلي أسرته بمبلغ 100 جنيه وحاليا لا يزيد رزقه اليومي علي 20 جنيها فقط.