في انجلترا فإن أكثر الأيام برداً في مصر هو الاكثر دفئا عندهم ولا يستغرق خروجهم للحدائق دقائق المهم أن يخرجوا ولا يجلسوا في البيت. حينما تسبق السيسي ابتسامته فأنا أحس أن مصر بخير. وليس ذكاء من السيسي فقط ان يذهب الي الكاتدرائية المرقسية ليلة العيد ولكنه معايشة بين مسلمي مصر واقباطها في عيد من أهم أعياد مصر وهو عيد 7 يناير. لقد ناب عنا جميعا في المشاركة التي كنت أحرص عليها قبل ان تعصيني قدماي، فقد عصتني قدماي من عام تقريبا حتي من مزاولة فرحتي بعيد 7 يناير وتواجدي مع نصفي الآخر (قبط مصر) يوم العيد في المكان الجميل الذي يشرح القلب والذي أحببته منذ ان وضع حجر اساسه عبد الناصر وافتتحه مع البابا كيرولس الرئيس السادات. دمعت عيناي وأنا استمع إلي ترحيب اخواننا المسيحيين بالرئيس السيسي، تلك الترحيبات العالية التي خرجت من القلب وكانت كلمة الرئيس السيسي التلقائية البديعة والتي من القلب والتي تجاوب معها شعب الكنيسة ورغم حاجز التليفزيون فقد أحسست بقلبي، الفرق بين الترحيب برئيس والفرحة من القلب بوجود السيسي معهم هنا ومعنا ومعهم في البيوت احسست ان مصر بخير ومصر (جاية)والله وأقسم بالله أن مصر جاية.. جاية بكل الحب وجاية بكل الخير ومصر راجعة بكل ابنائها وبروح الاب القائد العظيم الذي تسبق ابويته قيادته ادامها الله نعمة علينا أن يكون الرئيس ابنا لي وأخا لغيري وأبا لكل المصريين.. كل عام وأنتم بخير مع السيسي. أكرم الله مصر بالمسيح والعذراء ومازالت البركة للآن.. مقولة البابا شنودة الراحل المعظم «مصر وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه».. تعلّ عليّ «الحتة القبطي اللي فيّ» حينما تأتي اعياد 7 يناير فكلنا فينا عرق قبطي قديم بقدم مصر القبطية أحس بالشوق لزيارة الكنائس والاستماع للتراتيل وأشتاق لحواراتي مع البابا شنودة المعظم . ويجيء العيد وأرتدي احلي ملابسي وأهرع الي الكنيسة الكبري البطريركية المرقسية بالعباسية حيث الاقباط والمسلمون لسماع تراتيل العيد واحياء العيد من المرتلين والقساوسة وحيث يتحدث البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية واسرح في مصر الرائعة الجميلة التي خطا علي ارضها الانبياء ابراهيم وموسي وعيسي وأنبياء لم نذكر منهم أخناتون فهو نبي التوحيد واخناتون لم يترك الغرب ليأوي الي الشرق الا حينما اكتشف الاله الواحد بعد إله الخير والزرع والحب ولأن مصر الفرعونية كانت تتقن كل شيء فكانت تفرد له إلها والاتقان كان من شيم المصري القديم والاتقان موجود في العمال المصريين الذين ما زالت تخرج من بين اصابعهم ابداعات مختلفة جميلة وقد ذهبت منذ مدة قصيرة إلي منطقة تحت الربع وجعلت أتأمل ايدي الفنانين الذين ينحتون من الخشب زهوراً وأغصانا وأدوات موسيقية تزين هامات الكراسي وكيف ينحتون رجل الكرسي من قطعة من الخشب فتصبح غصنا قابلاً للري ليطرح زهوراً جميلة والمدهش أنهم لا يقرون بعظمة ما يفعلونه من فنون ولكنهم يمارسون حياتهم كمن يأكلون ويشربون يمارسونها بمتعة وهم يغنون ويشربون الشاي وكأنهم في نزهة علي مركب شراعي يتهادي في النيل بينما الازميل في أيديهم ويحفرون الأزاهير وكأنهم يزرعون خريطة وارفة الظلال وكما يقال دائماًِ «إيدين المصريين تتلف في حرير» والذي يدهشني أنه اخترعت ماكينات تصنع هذه الورود ولكن رغم أن الذي صنع الماكينة هو الانسان الا أن اصابع الفنانين مختلفة تماماً عما تصنع الماكينة وأخاف أن يتسبب انتشار هذه الماكينات والالات في توقف (الاسطوات) عن العمل اليدوي لأن الاستسهال يتغلغل في المصريين وقد لاحظت في المغنين أنهم يلجأون الان الي دواوين الشعر القديم وينتقون منها السهل ويأخذونه وهذا جيد ولكن الاغاني بالعامية المصرية مثل (امتي الزمان يسمح يا جميل واقعد معاك علي شط النيل) مازالت تثري الوجدان تماما مثل (علموه كيف يجفو فجفا) (وعودت عيني علي رؤياك وقلبي سلم لك أمره) لحسين السيد وأم كلثوم مازالت جميلة مثل (سلوا قلبي غداة سلا وتابا) كلها كلمات تثري الوجدان وتقلب الشجن. والاستعانة عند الغناء بالكلمات الجميلة سواء شعرا أو نظما مهم جداً لأن الكلمة حينما يلبسها الملحن نغمات حلوة تصبح فاعلة في العقل والقلب. ولكن هناك في هذه الايام اغاني شديدة الهبوط ولا أدري هل الاستسهال لكلمات أو لعدم مقدرة المؤلفين. اعتقد أنه مناخ عام انحدر فيه كل شيء حتي ساندوتش الفول اصبح يختلف عن أيام زمان. إن كل عصر ينتج ما فيه مثل الاواني المستطرقة تتصل ببعضها البعض فتنتج اصواتاً مختلفة ولكنها في تآخ بعضها مع البعض. لم تتغير الكلمات فقط ولكن تغير الوجدان وتغيرت الاحاسيس.. نحن نعيش في زمن آخر تماماً. الفصل الطائر يملؤني الحزن والاسي حينما أفكر في هؤلاء التلاميذ الذين ساء حظهم ليصبحوا محشورين في الفصول (حشرا) خمسة وثمانون طفلاً أو علي الأقل خمسة وسبعون (في حالة الفصل الخفيف) أقول يملؤني الحزن والاسي ليس من أجل الأطفال فقط الذين لا يتعلمون ولكن من أجل المعلمين الذين من المفترض أنهم يُعلمون.. كيف يستطيع المعلم أن يوصل المعلومة؟ إنه حقا كما كتبت من قبل كاد أن يكون رسولاً أما الاطفال فلا حول ولا قوة الا بالله فإنهم لا يعرفون (الالف من كوز الدرة) كما يقال علي الجهلة ولكن للاسف الشديد هناك أطفال شديدو المقدرة علي خطف المعلومة خطفاً ولكن الكثرة منهم يتوهون بين بياع (نبوت الغفير) خارج المدرسة وبين مدرسي الحساب حيث ينتظرون بشوق الجرس ليطيروا إلي الحوش ولكن لضيق المدارس افكار كثيرة أحسنها الفصل الطائر وهو ذلك الفصل الذي تكون لديه حصة خارج حجرة الدراسة كأن تكون حصة ألعاب رياضية أو تدبير منزلي أو علوم لأن هذه المواد لها حجرات خاصة مجهزة لخدمة المادة التي تدرس ولكن للاسف يحدث خطأ كبير حيث تؤخذ هذه الحصص للحساب أو للعربي وكأن مادة الرياضة البدنية أو الرسم مادة غير مهمة مع ان هاتين المادتين هما اللتان تخلقان إنساناً كاملاً قادراً علي التمتع بالحياة والذي يثبت ان المدرسة جزء من الحياة كتابة وقراءة فقط لهذا فلابد من الاكثار من الفصول الطائرة خصوصاً في المرحلة الأولي والمرحلة الاعدادية حيث يكون الجسم في حاجة الي الحركة والعقل في حاجة إلي التحرر من قيود ضرورة استيعاب المواد الأخري لهذا أرحب جداً بتواجد الفصل الطائر في كل مراحل التعليم الابتدائي والاعدادي حيث يعود بعدها التلميذ أكثر نشاطاً وأكثر قدرة علي استقبال المعلومات وهضمها. وكنت وأنا تلميذة كثيرة (السرحان) خصوصا فيحصص الحساب والجبر ولكن كنت أحب الهندسة لانني كنت أحب الرسم وكان علاج السرحان لدي ان أمسك بالقلم واتابع المدرسة أو المدرس واكتب بعض الجمل التي يقولها ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل لكي اتواصل مع الجبر وقد كانت أمي سيدة ذكية جداً وكنت أعتقد أنها تعرف كل شيء في الدنيا فكنت أعطيها كتاب الشعر الفرنسي وأقول لها اسمعي لي وأسمع لها وإذا تلكأت في بعض الجمل اعطتني الكتاب وقالت لي: عيدي عليَّ الحتة دي واحفظيها كويس وكانت مفاجأة كبري حينما قلت لها: عوزاكي تملِّيني إملاء. فضحكت وقالت لي: هو أنا باعرف فرنساوي يا حبيبتي؟! هذا النوع من الامهات اكتسب شجاعة حب العلم وتعليم الابناء. قالت أمي مرة: لم يكن في زمني مدرسة ثانوي بنات وكنت وحيدة أمي ولم يكن من الممكن ان اعيش في المنصورة لا وحدي ولا مع أي حد. وتعلمنا كلنا وكان أخي الكبير رحمه الله طبيباً متخصصا في المسالك البولية وحصل علي الزمالة من انجلترا وشقيقي الثاني كان خريج حقوق مع دبلوم في الإدارة أما شقيقتي الكبري فقد تزوجت وهي في الخامسة عشرة بعد نيل الشهادة الابتدائية وذهبت مع زوجها إلي انجلترا ودخلت مدارس لغات ونجحت فيها لمجرد تحصيل العلم. اما أصغرنا فقد نالت ليسانس الحقوق ثم ماجستيرا في العلوم السياسية وأنا ليسانس آداب قسم صحافة ودبلوم في الإعلام والترجمة وأنا بين ايديكم الان ولعلي لم اصب من الشهادات ما كنت أرجو لأنني تزوجت وأنا في السنة الثانية من الجامعة وخلصت بالعافية وعملت الدبلوم بعافية العافية. وللانتظام في الدبلومات فائدة كبيرة هي أن يضطر الانسان أن يقرأ اشياء (سخيفة) ولكن مفيدة فتفتح عقله لاشياء أخري وتفيد في التعود علي قراءة ما لا يحب ولكنه يفيد ولكن أهم ما فيه مواجهة عالم جديد وكأنك في رحلة وتاه القطار فانزعجت ولكنك سعيد باكتشاف اماكن جديدة لم تكن لتسعي اليها. وفي الواقع ان اولادي والحمد لله حققوا لي ما لم استطعه وحرصت علي عدم زواجهم الا بعد انتهاء الدراسة الجامعية وأنا لا انصح برفض الزواج اثناء الدراسة الجامعية لان تأخر الانجاب خطأ كبير لان للامومة فترة حيوية هامة يكون فيها استعداد الجسم للامومة في قمته وهو من سن العشرين حتي الثلاثين أو علي الأكثر الخامسة والثلاثين لأمرين هامين أولا لأجهزة جسم المرأة ثانياً لعدم وجود فرق كبير من العمر بين الام والأبناء ولكن طبعاً نترك جزءا كبيرا للنصيب فالحظ والنصيب يلعبان أكبر وأخطر أدوارهما في حالات الزواج. أعرف صديقة ظلت تحب زميلا لنا وكان حبهما يثير الجميع.. وبعد سبع سنوات سافر هو للخارج ولم يوافق اهلها علي سفرها وتزوج من انجليزية وتزوجت هي من ابن عمها الذي ماتت زوجته.. الدراما لا تكذب وكلها من الحياة ولا يستطيع احد ان يضمن أو يتأكد من مستقبله في الزواج أبدا فهو بيد الله مثل الموت ولا مؤاخذة! المصريون والبرد المصريون لا يتحملون البرد.. المصريون تعودوا علي الشمس المشرقة والدفء في عز الشتاء وشمس الشتاء الحنون الجميلة أما هذه الأيام فهي تذكرني بسنوات عشتها في انجلترا وكانت الشمس تطلع لتخرج لنا لسانها ثم تجري ويظل الجو ضبابيا باردا لا تدفئة سوي نكت المصريين (واحد فتح الشباك في لندن لأن الشمس طلعت، الهوا دخل طير مناخيره). (واحدة راحت تنشر الغسيل المطر غرقها نشرت نفسها) والمصريون في لندن يلتقطون صورا للشمس إذا طلعت لانهم يطلعون إليها خارج البيوت إذا أحسوا أنها اطلت من بين السحب الرمادية الكثيفة وبعد خروجهم تختفي الشمس ثانية فيفتح الانجليز الشماسي أما المصريون فقد (نسيوها في البيت) لأنهم لم تتمكن منهم عادة الارتباط بالشماسي. وكنت في أوائل السبعينيات أعمل في لندن في مؤسسة «I.P.C Magazine » وهي التي تصدر مجلة المرأة وشئون المرأة وتصدر الديلي ميرور وجريدة الميرور.. فكنت اخرج وقت الغداء لأتمشي حول المؤسسة فأري الانجليز وقد امسكوا باكواب القهوة البلاستيك والكرتون وهم يتمشون أو يجلسون علي محطات الاتوبيس فالانجليزي يستطيع ان يستمتع بوقته حتي لو كان يمشي دقائق اما المصري فإن لديه القدرة علي تضييع الخميس والجمعة في الكلام في التليفون والمصريون لا يتحملون البرد لان جو بلدنا معتدل وجميل وحتي لو كان حاراً في الصيف فهو جميل لهذا فالمصريون لا يحبون الشتاء لأنهم لا يحبون الخروج في الشتاء أما في انجلترا فإن أكثر الأيام برداً في مصر هو الاكثر دفئا عندهم ولا يستغرق خروجهم للحدائق دقائق المهم أن يخرجوا ولا يجلسوا في البيت. اما نحن فإن اسعد أوقاتنا في البيت فنحن (بيتيون) ونعود من العمل فنخلع ملابسنا ونرتدي الملابس المريحة ونستلقي إما علي الاسرة أو بين احضان الكراسي والكنب فنحن نحب الاسترخاء سواء في الحر أو في البرد.. اللهم لا تحرمنا من الاسترخاء. شيدت إسرائيل (سد النهضة) فماذا تنتظرون؟ وفود رايحة ووفود جاية واجتماعات ولجان ومسئولون وخبراء وأنصاف خبراء ومتفرجون من البلاد ومن خارج البلاد وبدلات سفر بالهبل!... اسرائيل في استراحة من الحل العسكري وبدأت في الحصار المائي !!.. وماذا تنتظرون من سد النهضة مع ارتفاع عدد السكان وتضاؤل الرقعة الزراعية للمد السكاني علي الارض الزراعية.. سد النهضة يحمل العطش للارض أولا فتنكمش.. اسرائيل ترتب لتحقيق حلمها الأكبر ولو بعد ألفي عام وهو الحلم العظيم لهم من (الفرات إلي النيل) وها هي تبدأ من اسفل الخريطة.. ها هي تبدأ مع امها الرءوم أمريكا في الاسراع بالانتهاء من سد النهضة.. صدقوني العطش قادم من هذا السد لأنه سوف يكون (الحصالة) التي تحوش الماء وترسله لنا بمقدار ما يريدون.. صدقوني ربما يعيش أولاد حفيدي حمزة بداية المشروع ولكن لدي حلم.. وليكن حلما ولكن كثيراً من الاحلام يحققها التاريخ بالضربة الاقتصادية والانهيار الذي نتمناه لأمريكا ام اسرائيل الرءوم التي زرعتها في وسط الشرق الاوسط حتي لا تكون هنا قوة وتظل أمريكا هي القوة العظمي التي تتحكم وفي الواقع روسيا نائمة أحيا الله من يوقظها لتتجه أمريكا لطريق آخر قادر يا كريم.. اما العرب ونحن منهم طبعاً ففي اجتماعات دائمة.. والمفترجون يتكاثرون.. ولكن لدي حلم ان نستيقظ ونناقش نحن العرب هذا السد ربما استطعنا ان نفعل شيئاً ولو ضئيلاً في نظام عمل السد.. كانت اثيوبيا هي المرسلة لنا (مياه الفيضان) والمعروفة في القري المصرية (بالميه الحمراء) التي كان الفلاحون ينتظرونها ليتركوها علي الارض حتي تجف ويبقي «الغرين» الاحمر علي وجه الارض ثم تحرث الارض حتي تبتلع «الغرين» الذي يخصب الارض ويعطيها القوة والمحاصيل التي تزرع مع خصوبة الغرين هي المحاصيل الهامة التي يعتمد عليها الشعب في غذائه مثل القمح ثم الارز. وها هو سد النهضة سوف يجعل الأجيال القادمة تزرع بحساب وتحصد بحساب وتأكل بحساب وربما لن تجد الاكل حتي تأكله بحساب، طبعاً العالم مثل الحارة التي لا يحكمها قانون والقوي يسود الحارة ويملك كل شيء حتي آراء الناس. ولا اسمع اصواتاً ارتفعت قبل البناء ولكننا دائماً لا نتحرك الا (بعد المصيبة ما تحصل) نعمل اماكن لتسريب المياه في البحر في الاسكندرية بعد غرق المدينة وفي الأعوام القادمة لن تكون هذه الأماكن كافية وتمتلئ شوارع المدينة من جديد ويغرق الناس. ونحن في واقعنا لا نعرف ان رمضان قادم الا يوم (30) شعبان ولا حول ولا قوة الا بالله. ونقول (إحنا اللي دهنا الهوا دوكو) و( احنا اللي خرمنا التعريفة) ولو أن التعريفة أي النصف قرش اصبحت عملة فانية لا جدوي لها الا في كتالوجات العملات القديمة. نحن دائما لا نستيقظ الا بعد أن تكون المشاكل بلا حل تماماً صدقوني سد النهضة هذا سوف يكون مشكلة المشاكل بعد خمسين عاماً علي الأكثر وسوف يزحف العطش علي مصر والعطش ليس للبشر كما قلت ولكن العطش الذي يحمل الجوع. إن السد اتسد ونحن متفرجون وأولو الأمر منا يحضرون لجانا ولا أدري ماذا تفعل هذه اللجان هل يناقشون كيف تفتح ومتي تفتح منافذ السد وما هي المياه التي سوف تصل إلينا في مشوارها الطويل عبر إثيوبيا والسودان ثم من جنوب مصر حتي الدلتا؟ إننا درسنا في الجغرافيا ان مصر بلد زراعي ونشطت الصناعات التي تعتمد علي الانتاج الزراعي مثل الغزل والنسيج ثم مصانع حفظ الخضراوات بعد ذلك وصناعة العسل من قصب السكر وغيرها من الصناعات التي تعتمد علي الانتاج الزراعي. وبلا جدال سوف يتأثر كل ذلك مستقبلاً حيث الصناعات في مصر تعتمد كما قلت علي هذا الانتاج ولعل ما يحدث الان يستدعي التفكير في الزمن القادم حيث اصبح التغيير ضروريا في مواجهة شح المياه القادم بلا جدال. وهناك أمل كبير حيث المياه الجوفية في مصر قريبة وسهلة الخروج وتجربة واحة الفرافرة هامة جداً لدراستها لتكون قاعدة مدروسة نعتمد عليها في جدوي المياه الجوفية. المهم ان سد النهضة له فائدة كبري وهي انه لابد ان يعمل إفاقة لأولي الامر منا ليفكروا جيداً في الزمن القادم والأجيال القادمة التي سوف تواجه اسرائيل الكبري لان عصر الحروب قد انتهي وبدأ عصر (الفرجة).