اسرائيل تعيش حالة من الرعب أو الزلزال الداخلي والبركان الكامن حولها. تغيير النظام في مصر أجتاح الداخل الاسرائيلي بالمزيد من التكهنات والسيناريوهات المشغولة بإعدادها الآن حتي تتضح حالة الترقب حولها.. تبدأ أولا بالوضع في مصر والذي لازال في مرحلة مخاض ينتابها غموض بالنسبة للنظام السياسي القادم في مصر. وعما اذا كان سيكون ملتزما باتفاقيات السلام مع اسرائيل، أو علي الاقل ليس خاضعا لتأثيرات المد الثوري من الشباب أو الديني من الإخوان المسلمين وأثر ذلك في طلب تعديلات في ملاحق اتفاقية السلام، ومدي دعمه أو تراجعه في دعم القضية الفلسطينية. وخاصة الموقف بالنسبة لقطاع غزة وحكم حركة حماس بالقطاع ذات الصلة القوية بالإخوان المسلمين. هذه الجماعة التي إن لم يكن لها نفوذ أو وجود في نظام الحكم الجديد ودوائر التأثير وصنع القرار، سيكون لها وجود كبير داخل البرلمان وما سيصدر عنه من تشريعات وقوانين. ثانيا.. التخوف الاسرائيلي من امتداد حركة الثورة والاصلاح السياسي من مصر الي عدد من الدول العربية الأخري. وحينذاك سيكون للشعب العربي الكلمة الأولي في التوجهات السياسية لأنظمة هذه الدول. ومن الطبيعي أن تكون ضد اسرائيل بحكم سياج الكراهية الذي أحاطت اسرائيل نفسها به داخل المنطقة العربية نتيجة فشل عملية السلام والاجراءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من هدم وقتل وتشريد، تضاف الي رصيد الصخط العربي منذ العدوان علي غزة. المجلس الأعلي للقوات المسلحة أكد في اعلانه الدستوري التزام مصر بجميع الاتفاقيات الثنائية والمعاهدات الدولية. ورغم ذلك فإن اسرائيل لم تستوعب الرسالة من الوجهين، لا تأثير الأحداث التي مرت بها مصر وتنذر بتغيرات جذرية في المنطقة، وتأثيرها الاقليمي. ولا رسالة الطمأنة المصرية لها ولأمريكا. وبدلا من السعي لإحداث تغيير في الفكر الاسرائيلي واستراتيجيتها تجاه عملية السلام في المنطقة، كأساس لأمن اسرائيل، أتبعت نفس الاسلوب والفكر في معالجة الموقف واستمرت في ترديد نفس الأقاويل ومنطق القوة المسيطر علي قادتها. كان من المتوقع أن تستوعب اسرائيل الأحداث والتيار الجديد في المنطقة. ولكن نتنياهو رئيس الوزراء أصر علي أن يؤكد في حفل تنصيب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي علي أن القوة هي الضمانة الحقيقية لأمن اسرائيل ووجودها. وأن القراءة الاسرائيلية للأوضاع الجديدة أن يستمر جيشها في حالة تفوق عسكري وتأهب دائمة لمواجهة أي مخاطر تراها اسرائيل في ظل التطورات المتلاحقة والتي وصفها بزلزال في المنطقة. كان يجب ان يعي نتنياهو التطورات بإحداث زلزال في الفكر الاسرائيلي القائم علي القوة منذ عام 8491. حتي لو كان حديثه هذا بوجود رئيس الأركان الامريكي الذي حرص علي مشاركة اسرائيل هذا الاحتفال. فقوته ودعم امريكا لا ينقصان اذا اصر علي منطقه هذا وسوف يجرفه الزلزال هو ودولته إن عاجلا أو آجلا.