سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
برلمان مصر.. جزر منعزلة : «دعم مصر» يتعلق ب «قشة» المستقلين ويحذر من حل المجلس الوفد يمهد طريقه أمام تحالف «الأمة المصرية».. والمستقلون «يتفرقون بين القبائل»
انقلبت الخريطة السياسية داخل مجلس النواب بين ليلة وضحاها رأساً علي عقب قبل أيام قليلة من انطلاق أولي جلسات الدورة البرلمانية، وبات مصير المجلس غير محدد الملامح بعد أن تخلت الأحزاب ذات الكتلة البرلمانية القوية عن ائتلاف «دعم مصر» بقيادة اللواء سامح سيف اليزل، وما كان صديق الأمس في مرحلة الانتخابات بات عدو اليوم داخل البرلمان في تغير دراماتيكي ينبئ ببرلمان يتحكم فيه مصلحة الحزب فقط، فالمصريين الأحرارأول الأحزاب التي أعلنت عدم انضمامها لائتلاف «دعم مصر»، أعقبه بدون مقدمات حزب «مستقبل وطن» والذي تزامن رفضه مع موقف حزب الوفد الذي جاء مماثلاً، لنصبح أمام خريطة تبرزها الجزر المنعزلة ذات الكتل البرلمانية المنفصلة. أما عن موقف المستقلين الذين يمثلون 316 مقعدا داخل البرلمان بدون المعينين فهم أيضاً منقسمون فبعضهم مع ائتلاف «دعم مصر» «قلباً وقالباً» منذ انضمامه لتحالف «في حب مصر» خلال مرحلة الانتخابات ولا يري ما يستدعي خروجه من الائتلاف طالما ان أفكاره لا تتعارض مع مساعي الائتلاف لاستمرار نفس الكتلة وربما توسيعها داخل البرلمان، الا أن البعض الآخر يسعي لتشكيل كتلة للمستقلين وهو اقرب لتحالف نظري بعيداً عن تحقيقه عملياً داخل البرلمان نظراً لاعتبارات عدة، أما الفريق الثالث فيري أن عمله منفرداً داخل البرلمان يجعله مركز قوة وقدرة علي تقديم الخدمات لأهل دائرته. وفي محاولة حثيثة من ائتلاف «دعم مصر» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه طالب الائتلاف الذي يقوده النائب البرلماني سامح سيف اليزل، الأحزاب التي أعلنت انسحابها بإعادة النظر في هذا القرار، والذي اعتبره الائتلاف بأنه جاء في توقيت وبشكل غير مناسب للمرحلة الحالية، لافتا إلي أن انسحاب الأحزاب جاء بشكل مفاجئ ودون إخطار الائتلاف بالأسباب والدوافع. وأضاف الائتلاف في بيان صادر له، عقب اجتماع المكتب السياسي للائتلاف مساء الأحد، أنه مستمر في مهمته، متعهدًا بتمثيل مناسب للمستقلين في المكتب السياسي للائتلاف أسوة بالأحزاب، مشيرا إلي أنه يدرس مقترحات الأحزاب المشاركة بالائتلاف وعدد من أعضاء المستقلين بتعديل عدد من بنود اللائحة الداخلية. وأوضح البيان أن انضمام الأحزاب السياسية للائتلاف لا يعني التجرد من الصفة الحزبية للمشاركين، مشددا علي أن الائتلاف ليس قيدا علي أي من المشاركين سواء من المستقلين أو أعضاء الأحزاب المنضمين له، مشيرا إلي أن الائتلاف يرحب بانضمام أي حزب أو عضو له. وشدد البيان علي أن الائتلاف يحترم الأحزاب السياسية وبرامجها ولا يتدخل في شئونها، مطالبا الأحزاب بالتكاتف وانكار الذات في ظل المرحلة التاريخية التي تمر بها مصر وإعلاء مصلحة الوطن، لإنجاح البرلمان، محذرا من التحديات التي تواجه البرلمان، والتي وصفها ب «شديدة الخطورة»، منها أن يبدأ بدون لائحة داخلية، بالاضافة إلي قوانين يجب أن تتوفر لها التأييد بنسبة ثلثي الأعضاء علي الأقل، الأمر الذي سيؤدي بأزمات دستورية قد تنتهي بحل مجلس النواب. وشارك في الاجتماع عدد من قيادات الائتلاف وبعض الأحزاب المشاركة، أبرزهم اللواء سامح سيف اليزل، ورئيس حزب المحافظين، أكمل قرطام، ورئيس حزب الحرية، صلاح حسب الله، ونائب رئيس حزب المؤتمر، مجدي مرشد، ورئيس حزب مصر الحديثة، نبيل دعبس، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، أسامة أبو المجد. من جانبه يري حزب الوفد أن الأمور تصب في صالحه خاصة بعد أن بات التحالف الأكبر علي شفا الإنهيار من نيل ثقة نواب الأحزاب وبدأ في عقد جولات مفاوضات ومشاورات لتشكيل تحالف «الأمة المصرية» علي الرغم من اتجاه المؤشرات نحو عدم قدرة هذا التحالف علي تشكيل قوة برلمانية قوية ورفض أغلب الأحزاب ذات الكلمة في الانضمام له. وأكد د. السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، أن ائتلاف دعم مصر خرج عن حدود الائتلاف النيابي وأصبح نواة لتشكيل حزب سياسي، بوجود أمانات له في المحافظات وترشيحات للمجالس المحلية، ومكتب سياسي مكون من 13 مستقلا ورئيس و6 أحزاب، مشيراً إلي أنه لا يمانع في وجود تكتلات برلمانية، إلا أن وجود فكرة 400 نائب داخل ائتلاف واحد أمر غير صحيح. وأضاف البدوي، في تصرحات صحفية، أن ما يحدث الآن علي الساحة السياسية هي تفاعلات طبيعية وليست نتيجة وجود مطبخ ، لافتاً إلي أنه بانتهاء هذه المرحلة يبدأ الشعب بممارسة سلطته من خلال النواب الذين اختارهم لتمثيله. وأوضح، أن الحزب فاز ب45 مقعدا، بخلاف الأفراد الذين نجحوا في الانتخابات وهم أعضاء في حزب الوفد، لكن ترشحوا من دون أن يحصلوا علي جوابات الحزب، فعدد الوفديين في البرلمان سيتخطي 54 عضوًا وسينضمون لتحالف الوفد المصري الذي قد يتخذ اسم «الأمة المصرية» . وأوضح البدوي أن الوفد يدرس إجراء اتصالات بحزب مستقبل وطن للانضمام إلي ائتلاف الأمة المصرية، مؤكداً أنه لم يجر أي اتصال مع حزب المصريين الأحرار الذي من الصعب تشكيل تحالف موحد معه بسبب اختلاف الرؤية السياسية. من جانبه احتفظ حزب المصريين الأحرار الذي يملك أكبر كتلة برلمانية تحت قبة البرلمان ب 65عضوا بموقفه من عدم الانضمام لأي تحالف تحت قبة البرلمان وتشكيل هيئة برلمانية مستقلة.