لعنة الله علي الارهاب والارهابيين ايا كان دينهم او جنسيتهم.. فقبل ان نفيق من صدمة تفجير الضاحية الجنوبية في بيروت مساء الخميس الماضي والذي راح ضحيته 43 بريئا من الاشقاء اللبنانيين.. ومازال 239 جريحا يتجرعون الألم حتي جاءت تفجيرات باريس. الاديان السماوية وكل العقائد تحرم القتل والتقتيل.. وقد قال الله عز وجل في سورة المائدة « مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيْعًا».. ومن الأجزاء الأساسية في كتاب الموتي لاجدادنا قدماء المصريين دعاء يدافع به الميت عن نفسه من جريمة القتل فيقول: «السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق.. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك.. جئتك ياإلهي متحليا بالحق.. متخليا عن الباطل.. فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين.. لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري.. لم أكن كاذبا ولم أكن لك عصيا.. ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده.. إني ياإلهي لم أجع ولم أبك أحدا.. وماقتلت وماغدرت.. وماكنت محرضا علي قتل.. إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات.. إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل.. أنا طاهر.. أنا طاهر.. أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم.. فاجعلني ياإلهي من الفائزين». تنظيم «داعش» الارهابي أعلن مسئوليته عن 128 قتيلا و300 جريحا من الاشقاء الفرنسيين الابرياء.. فالارهاب لم يعد محاولات فردية او جماعية لاغتيال مسئول او استهداف للمقومات الاساسية لنظام حكم لتركيعه.. بل اصبح تنظيمات «شيطانية» لا تعرف حدودا او دينا.. وتقتل الابرياء بدم بارد.. وأفرادها يصعب رصدهم او تتبعهم لانهم يعيشون بيننا ويأكلون من طعامنا.. ويرتدون نفس ملابسنا.. ويمرون علينا كل يوم. الوضع اصبح خطيرا جدا.. ويتطلب من جميع دول العالم الدخول في «معركة بلا رحمة» ضد الارهابيين.. وان يضع مجلس الامن والامم المتحدة استراتيجية موحدة لمواجهة «تتار القرن الواحد والعشرين» و«يأجوج ومأجوج» اخر الزمان الذين يحرقون الاخضر واليابس ولا يفرقون في ضرباتهم الارهابية بين جنس او لون او جنسية. لا اعلم كيف سيقابل هؤلاء القتلة ايا كانت ديانتهم او جنسيتهم الله عز وجل وماذا سيقولون له؟.. وعلي اعلامنا ان يتعلم من الاعلام الفرنسي في كيفية مواجهة الكوارث.. فالكل في الازمات يعمل من اجل الامن القومي.. لان الاعلام من قوي الدولة الشاملة في «البناء» وليس «الهدم».