صحيح انه لم يكن ينقصنا سقوط طيارة شرم الشيخ وتبعات ذلك علي صناعة السياحة التي تترنح وتحاول الصمود منذ رحيل الإخوان وارهابهم.. إلا أنني واثق أن مصلحة مصر هي في الوصول إلي حقيقة هذه الحادثة الأليمة.. وأنا علي ثقة ان الأجهزة الأمنية المصرية تبحث حاليا عن حقيقة ما حدث بما في ذلك فرضية ان احد العاملين بالمطار قد يكون ضالعا في الحادث! كما ان علي السلطات الروسية أيضا أن تبحث في فرضية ان يكون احد الركاب انتحاريا وفجر الطائرة. طائرة روسية وركابها روس وقعت علي ارض مصرية.. وبدلا من انتظار ان تصدر مصر وروسيا بيانا مشتركا يوضح أسباب الحادث.. نجد ان اسرع اثنين في الحديث عن الحدث هما كاميرون وأوباما الذي صرح أخيرا ان هناك احتمالا بأن قنبلة علي الطائرة هي السبب وان أضاف اننا سننتظر نتيجة التحقيق قبل ان نعطي الرأي النهائي.. من المهم ان يسرع المحققون المصريون والروس في اصدار بيان أولي لأن استمرار مسلسل الفتاوي من الغرب مدمر لاقتصادنا القومي.. كما أقترح أيضا السماح لأي جهة بالانضمام لفريق البحث والتحقيق بكل شفافية لإثبات أنه ليس لدينا ما نخفيه. وفي نفس الوقت علي جهاز المخابرات التواصل مع الأجهزة الغربية لمعرفة ما هي الدلائل التي استندوا إليها للوصول إلي النتيجة المزعومة بأن قنبلة أوقعت الطائرة.. فكلنا في حرب مشتركة ضد الإرهاب. ولا يعني هذا أن نأخذ تصريحات المملكة المتحدة والولايات المتحدة كحقيقة وفي رأيي المتواضع انهم سبقوا الأحداث ونتائج التحقيقات واعتمدوا علي اتصالات الإرهابيين التي غالبا ما يكون هدفها اقناعهم بأنهم هم من وراء هذا العمل الإجرامي لعلمهم بالتنصت... كل ما يفعلونه بهذا التسرع في الإعلان ووقف الرحلات هو أنهم يكافئون الإرهاب ويعطونه إشارة النصر.. بدلا من انتظار نتيجة التحقيقات وزيادة الإجراءات الأمنية وهو ما تم من قبل الجهات المصرية دون تردد.. والغريب في الموضوع هو الاهتمام الرهيب والسريع بهذا الحدث وقلة التنسيق مع الجانب الروسي... بل ومعنا نحن وحقيقي اننا سنعاني من تبعات هذا العمل الإجرامي خاصة علي الموسم السياحي الذي كانت تستعد له مدينة شرم الشيخ ومدن جنوبسيناء في أعياد الكريسماس ورأس السنة المقبلين لاستقبال موسم كان متوقعا له النجاح قبل الحادث. لكن هذا لن يمنعنا من التفكير في كيفية التعامل مع هذا الحدث وحماية بلدنا ! الواقع انه لن تنتهي مصائب وحوادث الإرهاب في العالم كله إلا بالقضاء علي داعش ومشكلتنا هي في الرئيس الخائب اوباما الذي جعل منه الرئيس بوتين أضحوكة وأعطاه درسا في القيادة واتخاذ القرارات الاستراتيجية بجدارة وكيفية مواجهة الإرهاب.. فهو يتذرع بالفشل في العراق كسبب عن عدم المواجهة.. وبديهي ان الذي خربها عليه ان يصلحها.. وهو نفس ما يحدث في ليبيا الان... اللي خربها يصلحها !! سيظل الغرب يتردد في هذه المواجهة ويقدم أنصاف الحلول وسيظل ارهاب داعش واخواتها مستمرا ومتفننا في ابتداع صور جديدة من الإرهاب بدلا من مجرد قطع الرءوس واغتصاب النساء وتدمير الآثار. واخيرا.. يأتي قرار الرئيس بوتين بوقف الرحلات الروسية وإجلاء المواطنين الروس ليكون ضربة أخري للسياحة المصرية. السؤال يبقي لنا نحن في مصر ماذا نحن فاعلون لمساعدة قطاع السياحة والعاملين به ؟ ام كالعادة سنرمي المشكلة علي الدولة وننفض ايدينا منها ؟؟ لا بد ان نفكر جميعا في ماذا يمكن ان نفعله جميعا للخروج من هذه المِحنة.