فجأة اهتزت جدران صالة تحرير «آخرساعة» وعرفنا أنه «زلزال» ليتحول لحادث مؤلم في تاريخ مصر وانهارت عمارة هليوبوليس.. انطلقت إلي مكانها وقد مرت أربعة أيام خرج كل الأحياء منها وكثير من الجثث وبقي كثيرون أسفلها، حتي انبعث صوت خافت من بين الأنقاض، وخرج «أكثم» من تحت العمارة المنهارة شاهد فيها موت أسرته، رأيت لحظة خروجه وتابعته في غرفة العناية المركزه بمستشفي هليوبوليس، وكنت الصحفية الوحيدة التي تمكنت من إجراء حوار معه. عدت لموقع العمارة. كنت أشعر أنني سأجد شيئا يتعلق به. وقفت بجانب بعض الضباط وبجواري زميلي المصور أحمد رضا، وفجأة رأيت شابا يشارك في استخراج ممتلكات السكان من بين الأنقاض ويحمل علبة بها أفلام تصوير، عليها كتابة بالإيطالية وكنت أعرف أن زوجه أكثم إيطالية فحاولت أن أحصل علي الصور فرفض الضباط، فتتبعت الشاب وهو يسلمها للضابط المسئول الذي ألقاها بجانبه، واتفقت مع زميلي أحمد علي إجراء حوار مع الضابط وأحاول الحصول علي بعض الصور أثناء انشغاله، ونجحت الخطة. وذهبنا للرصيف المقابل لنشاهد الصور ونقتسمها وكانت المفاجأة أنها صور زفاف أكثم، اقترب منا صحفي في وكاله أجنبية وعرض علينا شراء الصور بخمسة آلاف جنيه، فرفضنا، وعدت إلي المجلة لأقابل الأستاذ وجدي قنديل وكنت أشعر بتأنيب الضمير للطريقة التي حصلت بها علي الصور، فطمأنني بأن هذا من أجل العمل، ونشر الموضوع وفيه صورة لي مع الضابط ووقتها كان ذلك غير معتاد، مما جعل زميلي زكريا أبوحرام يطلق الدعابات بأنني قدمت رسالة أكثم، ولم يتوقف وجدي قنديل عن مكافأتي ففوجئت بأن الخزنة تستدعيني، وسألني أمين الخزنة بدهشة ماذا فعلت حتي يطلب لي وجدي قنديل مكافأة «عشرين جنيها». ثناء رستم