باختصار كرامة المواطن ليست شعارا أو حدوتة مسطورة في الأساطير بل خطط عمل تشمل جميع جوانب الحياة في زهوة احتفالنا بالذكري 42 لانتصار حرب أكتوبر المجيدة وبدء ماراثون الانتخابات البرلمانية وهي الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل والنجاح الباهر للقاء السوبر المصري بين الأهلي والزمالك في الإمارات الشقيقة وعلي استاد الشيخ هزاع بن زايد والملقب بالجوهرة.. علي كل مصري محب لبلده أن يعتز بكرامته وأن يكون علي مستوي بلد بناة الأهرامات. كما هتف الجمهور الواعي المتحضر للأهلي والزمالك بالسوبر أهتف هنا بعبارة: السوبر يا مصري فهذا المشهد الجميل الرائع الذي رأيناه في الإمارات علينا تكراره مرة وألف مرة علي أرض بلادنا فلا يصح ويجب ألا نشاهد مظاهر الفوضي وعدم الالتزام تلاحقنا علي أرضنا بينما نبدو بصورة مغايرة تماما في الخارج. أتمني أن يرتفع المصري دائما لمستوي الحدث فهناك انتخابات برلمانية نعول عليها الكثير في بناء المستقبل وأري مؤشرات المشاركة والتي ظهرت في المرحلة الأولي غير مشجعة رغم أننا مقدمون علي أخطر برلمان في تاريخنا ويعول عليه الكثير في مساندة القيادة للخروج ببلادنا اقتصاديا وأمنيا وسياسيا من عنق الزجاجة فالعالم بأسره يراقبنا جيدا ليعرف ماذا نحن فاعلون. ونعود لكرامة المصري وهي جل المراد من رب العباد فما أحوجنا ونحن نبدأ عصرا جديدا مع قائد يؤكد مرارا وتكرارا بل وكل يوم علي كرامة المصري في الداخل والخارج لإعادة تقييم سبل تعامل سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج مع المصريين هناك، بدءا من تيسير معاملاتهم وتوفير أماكن «آدمية» لاستقبالهم في السفارة أو القنصلية إلي دعمهم إنسانيا وقانونيا في القضايا التي يواجهونها في البلد المضيف.. وقد شاهدت بنفسي في سنوات سابقة مدي المهانة وسوء المعاملة التي يجدها المصري في الخارج ببساطة لأن مسئول السفارة أو القنصلية اعتبر نفسه ممثلا للدولة المضيفة بما يحقق مصالحه الشخصية وليس ممثلا للبلد الأم ومواطنيها وهو ما أطلق عليه في هذه الفترة «دبلوماسية البيزنس».. وأنا علي يقين تام بأن هذه الصورة المشوهة لتعامل سفاراتنا وقنصلياتنا مع المصريين في الخارج ذهبت إلي غير رجعة والمؤشرات تؤكد ذلك في تحركات واعية من السفير سامح شكري وزير الخارجية وفريق عمله والتوجيهات السديدة في هذا الشأن من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي. علينا ايضا ألا نتعامل مع قضايا كرامة المصري في الداخل والخارج بمنطق «الإطفائي» بمعني التحرك كلما جد حدث أو واقعة بعينها بل التعامل وفق خطط مدروسة تعالج جميع المشاكل التي تجبر بعضا من أبناء الوطن للسفر للخارج طلبا للرزق وظروفا تجبره علي العمل في مناخ غير ملائم أو ضغوط تحط من كرامته وإنسانيته.. علينا أن نشعر المواطن في الداخل بأننا نحافظ علي كرامته ونوفر له الوسائل التي تعينه علي الحياة الكريمة.. عندما نوفر فرص عمل لشبابنا فنحن ندفع عاليا بكرامة المواطن.. عندما نشعره أن كرامته وحقوقه مصانة عند التعامل مع أي جهة حكومية فنحن نعلي من كرامته.. عندما نحاصر الفساد ونجعله يعيش في مناخ شفافية وعدل فنحن نحفزه علي الحفاظ علي كرامته.. عندما نوفر له سبل عيش وانتقال آدمية فنحن نحافظ علي كرامته.. عندما نمنع عنه الغش ورفع الأسعار بوسائل غير مبررة فنحن نحافظ علي كرامته.. علينا أن نرفع وعي المواطن بحقوقه والتزاماته عندها لن نجد موظفا مرتشيا ولا موظفا يهرب من عمله مكتفيا بوضع الطربوش. باختصار كرامة المواطن ليست شعارا أو حدوتة مسطورة في الأساطير بل خطط عمل تشمل جميع جوانب الحياة وعلينا البداية الجادة فمعظم مشاكلنا معروفة ولن نبحث عنها في بئر يوسف عليه السلام. عاشت مصر المحفوظة بأمر الله حرة أبية رغم أنف الحاقدين. حروف ساخنة: - المشاركة في الانتخابات واجب وطني وحق أصيل للمواطنة لكنها ليست أبدا مثل فرض الصلاة.. الحديث للعالم الجليل الدكتور عبد الله النجار. - 42 عاما مرت علي انتصار أكتوبر ولم ينفعل صناع الدراما عندنا بالحدث ليقدموا لنا عملا يليق بهذه الملحمة البطولية المذهلة. - معلمة «تلف ورق محشي» علي طاولة تدريس مدرسة بسرايا القبة وإيه يعني هناك معلمات بتقمع البامية وتقطف الملوخية وتعمل صواني كمان.