السؤال الذي يتبادر إلي الاذهان ونحن نتابع ما يجري علي الساحة السياسية العراقية حاليا هو هل أصبح ولاء بعض قطاعات الشعب العراقي المنتمية لمذهب بعينه وأعني »الشيعة« لإيران الشيعية اكثر من الولاء للعراق العربي الوطن والتاريخ والحضارة.. الجدل والأحاديث تدور بعد الانتخابات حول عمليات التزلف واسترضاء حكام طهران وهو ما يتمثل في الزيارات التي قامت وسوف تقوم بها الكتل السياسية إلي درجة اجراء المشاورات تحت رعاية إيرانية للتقريب بين وجهات النظر من أجل تشكيل الحكومة الجديدة. هذه الأوضاع تحتم علي الدول العربية خاصة المجاورة ان يكون لها دور فعال في الحياة السياسية العراقية يقوم بداية علي تنمية الوعي بعروبة هذا البلد علي اساس أنه لا علاقة بالطائفية والمذاهب الدينية بهذا الأمر. لابد وعلي ضوء التطورات التي شهدها العراق علي مدي سنوات ما بعد الغزو.. العمل علي تعظيم الإيمان بالهوية العراقية العربية وأن غير ذلك خطر علي العراق وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، أصبح ضروريا اعادة العراق إلي الحظيرة العربية وان يحتل مكانته التاريخية في العمل العربي الموحد بعيدا عن الاستقطاب والضياع الاقليمي. تحقيق هذا الهدف يتطلب توعية الشعب العراقي بالمخططات التي تسعي إلي طمس هويته العربية واستبدالها بالطائفية التي يتم استخدامها معبرا لخدمة الاطماع والأهواء والتطلع إلي الهيمنة. لا يمكن ان يتحقق هذا الهدف دون تواجد عربي فعال يُكرس جهوده من أجل دعم الروابط وتقديم أي مساعدة مطلوبة في أي مجال من المجالات. ليس مقبولا بأي حال أن تتولي عناصر إيرانية المولد والتوجه للسيطرة علي مقدرات العراق، ومستقبل أجياله القادمة تحت مظلة الطائفية. هذه الحقيقة ليست إلا واقعا تفضحه هوية بعض هذه القيادات الطائفية التي تمارس دورا سياسيا جانب منه معلن ومعروف والجانب الآخر يتم ممارسته في الخفاء ومن وراء الستار وبتعليمات من ملالي إيران. لم يعد خافيا ان القيادات الطائفية في الدولة الفارسية تسعي بكل قوة وبالمال الوفير إلي أن يكون لها السيطرة والهيمنة علي العراق العربي من خلال التسلط القائم علي اضطلاعها بفرض نفسها علي الزعامة الطائفية. حقيقة لقد دهشت عندما قرأت ان رموز القيادات الشيعية الفارسية قد قاموا بافتتاح مكاتب لهم في النجف.. المدينة العراقية المقدسة.. بل ان بعض التقارير ذكرت ان هذه المكاتب ومنها مكتب للمرشد الأعلي الإيراني علي خامئني تقوم بتحصيل الضريبة الشيعية المعروفة باسم »الخمس«.. ويقول بعض العراقيين الشيعة المنحازين لعروبتهم ان الايرانيين سوف يتدخلون بقوة في شئون العراق بعد رحيل الأمريكيين والذين كان لاحتلالهم العراق الدور الأكبر في فتح الأبواب أمام النفوذ والتدخلات الايرانية. وتتحدث هذه الأوساط ان الخليفة المنتظر لآية الله السيستاني المرجع الأعلي لشيعة العراق والإيراني. المولد والذي تعمل إيران علي ان يكون لها دور أساسي في اختياره. ليس هناك ما يقال أمام ما يدور علي الساحة العراقية سوي دعوة العرب لان يفيقوا من سباتهم وأن يتحركوا لانقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا العراق العربي. جلال دويدار [email protected]