أصبح واضحا وجليا وفقا لمجريات الأحداث أننا نعيش في عالم منافق للإرهاب ومتحالف معه ومتآمر علي أمن واستقرار هذا العالم. إن فئة الدول المتبنية لهذا التيار المدمر هي تلك التي تطلق علي نفسها.. العالم الحر بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذه الإدانة وللأسف تؤكدها الدلائل والبراهين وما تشهده الساحة في العديد من دول العالم وبصورة خاصة دول الشرق الأوسط. الرعاية الممنوحة من جانب هذه الدول لجماعات الإرهاب والتي تستهدف تعريض هذه الدول لأخطار التفتيت والتقسيم. هذه الجماعات قامت وترعرعت ومارست نشاطها تحت رعاية دول هذا العالم الحر والتي من المؤكد أنها وبعد أن أقدمت علي هذه الفعلة الشنعاء سوف تجني إن عاجلا أو آجلا تبعات ما زرعت وصنعت. وإذا كان الرئيس السيسي لم يتناول بشكل مباشر التحالف الذي يجمع دول هذا العالم الحر بجماعة الإرهاب الإخواني.. إلا أن الحقائق والوقائع تشير إلي هذا الدور المريب والمتمثل في عدم اعتبار جماعة الإخوان كيانا إرهابيا رغم كل الجرائم الإرهابية التي تمارسها ضد مصر وشعبها. في هذا الشأن يمكن القول إن شعوب هذه الدول مُغيبة عن معرفة حقيقة الأمور بفعل تضليل الساسة الذين يحكمونها وعلي رأسها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس أوباما. إنه ولاشك معذور في هذا الموقف بعد صدمة ثورة 30 يونيو التي حطمت مخططاته التآمرية ضد كل الدول العربية بعمل كل ما يستطيع من تآمر لتجهيز المسرح للسيطرة والهيمنة الإخوانية علي مقدرات الأمور في هذه الدول. إنه كان يضع عليها كل آماله المستندة إلي عمالتها لخدمة مصالحه الاستعمارية ومصالح الصهيونية العالمية. إن مصر كانت الهدف الأول لهذه المؤامرة التي شملت تونس وليبيا وسوريا واليمن ومن قبلهم السودان.. ولكن الله كان لهم بالمرصاد بتهيئة ثورة 30 يونيو لوضع نهاية للمخطط الذي كانت بدايته إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش الابن. إن هذه الجريمة التي ارتكبها هذا البوش تمثلت في تصفية الدولة العراقية من خلال الحرب الجائرة التي شنها عليها. إنه وبعد الانتصار الذي تحقق بدحر عدوان صدام الإجرامي ضد دولة الكويت العربية ما كان هناك ما يبرر هذه الغزوة القرصانية الأمريكية سوي انها كانت جزءا من المؤامرة الكبري التي تشمل كل المنطقة العربية. إنه وبناء علي كل هذه الحقائق التي فضحها انتصار الشعب المصري يوم 30 يونيو كان من الطبيعي أن تدفع المرارة ومشاعر الحقد إلي وقوف هذه الدول إلي جانب أم ومصدر الإرهاب الدولي.. جماعة الإخوان. هذا الواقع الأليم من النفاق والتآمر وفقا للمعني الذي استهدفه خطاب السيسي في الأممالمتحدة يعد المصدر الأول لآلام ومعاناة شعوب دول الشرق الأوسط. إن مصر تأتي في مقدمة هذه الدول التي تخوض حربا بطولية ضد الإرهاب نيابة عن العالم بما فيها تلك التي تسمي نفسها بالعالم الحر. فضح الرئيس موقف هذه الدول من الإرهاب دون تسمية في خطابه أمام الجمعية العامة لأمم المتحدة. لقد تحدث عن التصدي البطولي للإرهاب من جانب الشعب المصري. قال إن هذه المبادرة تتم علي مرأي من دول العالم التي تتحدث عن الإرهاب دون أن تتحرك للمشاركة الحقيقية في مواجهته. استهدفت الكلمة التي ألقاها توجيه الأنظار إلي تبني الدول المعنية في هذا العالم لسياسة ازدواجية المعايير في محاربة الإرهاب. إنها تعتمد علي سياسة خيار وفقوس في التعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية التي تستهدف ترويع العالم وحرمانه من كل القيم التي توصل إليها في مسيرته الحضارية. ضرب مثلا علي هذا الموقف الملتزم بهذه السياسات الرعوية بما يحدث تجاه الحرب التي تخوضها مصر ضد جماعة الإخوان والتي كشفت عن حقيقتها بعد أن أسقطت حكمها ثورة 30 يونيو.