مصر كلها تتحدث منذ أسبوعين كاملين عن شباب التحرير.. وهي فرحة بكل فئاتها بثورة هذا الشباب.. الذي استطاع بوقفة يوم 52 يناير أن يحرك المياه السياسية الراكدة في بلادنا.. خرج هذا الشباب إلي ميدان التحرير يجمعه هدف أشمل وهو إحداث التغيير في الحياة السياسية والتشريعية.. حتي يستطيع أن يشعر أنه يعيش في مناخ صحي من الديمقراطية التي يحلم به أراد هؤلاء الشباب أن يدفعوا عن انفسهم شبح البطالة وغول الفقر وقسوة الفساد وغياب العدالة الاجتماعية ودفعوا شعارات تغيير الدستور وحل مجلسي الشعب والشوري لثقتهم في حدوث عمليات متعددة من تزوير الانتخابات البرلمانية الاخيرة. لم يكن هذا الشباب يتحرك تحت منصة أو مظلة حزب سياسي أو قوي خارجية أو اجندة داخلية بل جاءت ثورته عفوية دون ترتيب في الاولويات أو تحديد للاهداف أو حتي وضع برنامج زمني لتنفيذ مطالبه.. وشعرت مصر يومها بشبابها يعيد لها الحيوية والنضال والحراك السياسي الشعبي الذي فقدته منذ قرون عديدة احتضنت مصر من الدقائق الاولي هذه الحركة الشعبية ورأت فيها ضرورة تلبية ما يريده شباب اليوم و الذي سيكون بالتأكيد قادة المستقبل لها. ومرت الايام علي هذا الشباب القابع في ميدان التحرير وأيضاً الشباب الذي تحرك في جميع محافظات مصر وهو مصٌر ان تستجيب لكل مطالبه إلي أن حدث الانفلات الامني وهروب المساجين وظهور بلطجية تسعي إلي نسف حركة هؤلاء الشباب وكم كانت مصر سعيدة وهي تري شبابها يدافع عن الممتلكات والاعراض ويحمي امنها الداخلي ورفضت مصر أن تستجيب لأي قوي خارجية لكبت أو قمع هذه الحركة الشعبية بل كلفت جيش مصر العظيم أن يحميها وطلبت مصر ممثلة في الاباء والامهات ان يعود شباب ثورة 52 يناير إلي منازلهم ليشهدوا صدق هذه التغييرات الحديثة في الحياة السياسية وتؤكد مصر لشبابها ان ميدان التحرير موجود في أي وقت. ولكن الآن عليهم إخلاء الميدان لتعود الحياة إلي طبيعتها.