ينظر البعض الي ما يجري علي الساحة الأوروبية الآن من تعاطف ونداءات بضرورة ايجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين واستيعابهم داخل الدول الأوروبية، من منظور إيجابي يري أن ذلك بداية لتحرك الضمير العالمي والأوروبي بالذات، بعد طول غياب، وذلك نتيجة المأساة الدامية والمفجعة التي أحاطت بالسوريين الفارين من جحيم الحرب، والباحثين عن المأوي والأمان بعيدا عن شبح الموت الذي يترصدهم. ويري هؤلاء ان الصحوة الأوروبية المتأخرة جاءت علي وقع الصدمة المروعة التي أحدثتها صورة الطفل «إيلان» في نفوس كل من شاهدها، بالاضافة الي التأثير النفسي الذي أحدثته المآسي المتعددة والمتكررة للغرقي السوريين، الذين راحوا ضحية قسوة البشر وغدر البحر خلال محاولاتهم الهرب من الهلاك والبحث عن مكان آمن يلجأون إليه ويحتمون به،...، وهو ما حرك المشاعر وحرك الرأي العام ثم أجبر الدول علي التحرك. في حين ينظر البعض الآخر إلي الانتفاضة الاوروبية المتعاطفة مع اللاجئين السوريين، من منظور مختلف، يرون فيه انه لم يحدث كرد فعل انساني، ولكن جاء نتيجة مباشرة لاستشعار أوروبا للخطر من تزايد حجم محاولات الهجرة غير الشرعية إليها، تحت وقع القلاقل والحروب والعنف والارهاب في الشرق الأوسط، وسوريا علي وجه الخصوص وأيضا ما يجري في العراق وليبيا واليمن. ويري هؤلاء أن دول اوروبا أدركت مؤخرا، انهم معرضون للخطر اذا ما استمرت الاوضاع في سوريا علي ما هي عليه، واذا ما استمر العنف والارهاب يحرق الشرق الاوسط ويشعل النار في دوله،..، وأن ما تقوم به اوروبا الآن هو بداية لتحرك أوروبي ودولي شامل لاطفاء النيران في الشرق الأوسط وحل المشكلة السورية... وذلك في إطار مواجهة الخطر الذي اصبح يدق أبواب أوروبا ويهدد بلادها،..، أي أن التحرك الأوروبي جاء سعيا للمصلحة وخوفا من المخاطر، وليس تحركا إنسانيا فقط لا غير. وفي تصوري أن المهم في هذا الشأن أن أوروبا تحركت،..، في حين أن أحدا من العرب لم يتحرك بعد!!