ما شهدته السويس من تدمير وخراب منذ بداية احداث 52 يناير، اعادني سنين للوراء.. فهذا الدمار والتخريب لم تشهده السويس منذ نكسة يونيو 7691.. صحيح أنه لم يصل إلي نفس حجم الخراب المادي الذي تركته الحرب.. لكنه أثر في النفوس والمشاعر أكثر من تأثير الحرب السلبي علينا.. الحزن خيم علي الجميع والدموع تنهمر من العيون دون توقف.. لأن الاحداث الأخيرة جاءت علي يد المخربين والبلطجية من أهل البلد وليس من عدو خارجي.. بهذه المأساة بدأ حسين العشي مؤرخ السويس الذي يبلغ من العمر 07 سنة وعاصر حروب 7691 والاستنزاف وأكتوبر 3791 حديثه للأخبار.. في البداية يؤكد العشي أن اشتعال الوضع في السويس يرجع لعدة أسباب منها البطالة بين الشباب، فبالرغم من أن فرص العمل كثيرة، إلا أن الفساد وشيوع الواسطة وتقديم مصالح رجال الأعمال المستثمرين كان السبب وراء بطالتهم فأحمد عز صاحب مصنع حديد بالسويس وكذلك محمد أبوالعينين صاحب 4 مصانع سيراميك قاما باحضار الشباب من محافظاتهم ومناطقهم ليعملوا بهذه المصانع ولم يتركا إلا فرص محدودة لابناء السويس، وذلك حتي يؤيدوهم في انتخابات مجلس الشعب وبالتالي حرم ابناء السويس من فرص العمل الجيدة ولم يتبق لهم إلا العمل بمصانع الملابس الجاهزة التي تعطي مرتبات قليلة أو العمل بشركات النظافة.. وليس من المعقول أن يطلب المحافظ من الشباب العمل في شركات النظافة وغيره يعمل بشركة »سوميد« ويتقاضي 02 ألف جنيه مرتب شهري.. وأضاف ان الغياب التام للقيادات التنفيذية بالمحافظة جعل المواطنين يضيقون بما يدور حولهم فلم يظهر أي مسئول وسط الجماهير منذ الثلاثاء الماضي، أضف إلي ذلك حجم الفساد الذي تشهده المحافظة فالقمامة منتشرة والرقعة الخضراء والأشجار اختفت فالمسئولون كانوا يزيلون الاشجار ويقطعونها بحجة توسيع الطريق وبعد شهور نشاهد تكسير الطريق وتأتي الاجابة من أجل المواطنين يتم رصفه بشكل أفضل في مسلسل كبير للسرقة لم نشهده منذ أيام المحافظين السابقين، كما أن نواب مجلس الشعب الذين يخدعون المواطنين بأنهم جاءوا نتيجة انتخابات نزيهة وجدوا لأنفسهم مناصب وأماكن مهمة بالشركات الاستثمارية وشركات البترول. ويستنكر العشي التخريب الذي شهدته المدينة وبالأخص قسم شرطة الأربعين فيقول: هذا القسم تم بناؤه اثناء معارك الفدائيين 1591 وهو يتوسط منطقة الأربعين أكبر منطقة شعبية بالسويس والتي ضمت ابناء السويس البواسل الذين اتحدوا مع الشرطة والجيش للدفاع عن مدينتهم.. وقد ارتبط قسم شرطة الأربعين تاريخيا بتاريخ 42 أكتوبر لان القوات الاسرائيلية في هذا اليوم كان هدفها الاستيلاء علي القسم وجعله مركز قيادة لهم إلا أن ابناء السويس وبالتعاون مع الشرطة والقوات المسلحة دافعوا ببسالة لمدة 21 ساعة متواصلة عن مبني القسم لأن سقوطه كان يمثل سقوط هيبة الشعب بل إن معظم شهداء السويس وأبرزهم إبراهيم سليمان وأشرف عبدالدايم وفايز حافظ سقطوا علي سور قسم الأربعين وهم يدافعون عنه ليمنعوا العدوان من احتلاله واتعجب كيف يحرق هؤلاء المخربون القسم وآباؤهم وأجدادهم دافعوا عنه بكل هذه البسالة وضحوا بأنفسهم حتي لا يقع في يد العدو.