في حياة الانسان العربي لحظات صعبة وحرجة قد لايستطيع المرء فيها ان يصمد أو يواجهها ولكن ليس أمامه الا اللجوء الي الصبر فهو ليس فقط عنوانا للخروج من هذه الازمة التي تعصف به وانما هو ايضا ثواب يجني ثماره كلما طال صبره ولنا في بعض الناس الذين سبقونا بالايمان بالصبر اسوة حسنة نقتدي بها ولاننسي قول المرأة الصالحة التي كانت تودع زوجها كل يوم وهو يخرج باحثا عن رزقه الحلال: اننا قد نصبر علي جوع ولكننا لانصبر علي حرام.. كلمات لخصت مغزي الحياة وان الصبر مفتاح الفرج فكيف بنا نزهق أرواحنا وهي ليست ملكا لنا لاننا فشلنا في الحصول علي طعام أو شراب أو فرصة عمل ولقد كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه يتحسس احوال الرعية ليقضي للفقراء حاجاتهم من الطعام والشراب حتي لايصل الجوع بهم الي حالة الكفر والعياذ بالله فيقدموا علي الحرام سواء من خلال الكسب غير الحلال أو كما يحدث في ايامنا هذه تحت مسمي الانتحار. اشكالية الانتحار ايا كان عدد من يقدمون عليها قليلا أو كثيرا هي ظاهرة تغلب فيها اليأس علي الايمان والاخطر غياب العقل الذي هو محطة الادراك والتفكير والذي من خلاله يستطيع الانسان ان يضع يده علي الحل للخروج من أزمته الاقتصادية والاجتماعية. نحن امام ظاهرة عدوانية ذاتية اساسها نفسي تقوم بإزهاق النفس وهذا يؤكد ان الجدران الانسانية والعقلية والايمانية لبعض المواطنين قد تهاوت واصبحت مادة سهلة لوسوسة إبليس لعنة الله عليه ولكن هل نترك الناس وحدها تصبر وتقاوم فينجو البعض ويسقط البعض في براثن الحرام أو الانتحار؟! علي الحكومات العربية أن تعي ان توفير لقمة العيش وفرص العمل والقضاء علي الفساد وتوزيع عائدات النمو علي الفقراء هو طوق النجاة للمواطنين قبل ان يطوقوا انفسهم اليائسة البائسة بالانتحار بعد نفاد صبرهم!!