رغم وحدة الصف بين جموع المصريين علي قلب واحد ضد كل محاولات الإرهاب وزعزعة استقرار مصر وأمنها، وإشاعة مناخ الفتنة، إلا أننا نسمع بعض الأصوات النشاز، مصرية وغيرها عربية وأجنبية لا تتواني في نقد مصر والهجوم علي مواقفها واجراءات الحفاظ علي أمنها القومي.. كل المواقف والإجراءات المصرية التي تواجه بهذا الهجوم.. هي خطوات استباقية لسد أي ثغرة في مواجهة المحاولات الإرهابية التي تستهدف ضرب مصر في صميم استقرارها ومسيرتها التنموية والاصلاحية وزعزعة دورها السياسي الإقليمي والدولي. هذه الأصوات قد تعرف أشخاص أصحابها، فهم يطلون علينا من بعض الفضائيات في تبجح وتطاول علي بلدهم. ولكننا في الحقيقة لا نعرف هوية هؤلاء.. فهم مجهولو الهوية لحساب من يعملون.. وما هدفهم الخفي، فهو ليس بالطبع ما يعلنون علي الملأ.. والبعيد عن أي منطق لحرية الرأي أو الاختلاف في وجهات النظر. ولمصلحة من يعمل هؤلاء؟. هل متخفون في ثوب الفضيلة لتقديم فتاوي الفتنة والتعصب للسلفية ويعملون لترويج الفكر المتخلف لصالح تنظيمات إرهابية.. هل هم يرتدون قناع المحلل السياسي والمنظر الاستراتيجي للدعوة لمواقف دول تعمل ضد مصر ومصالحها.. هل يتوهم هؤلاء عندما يستقوون بالخارج وتأليب بعض المنظمات المدنية المشبوهة أو أشخاص يتبنون أفكارا ومواقف ضد السياسة المصرية، يمكن ان ترضخ مصر لضغوطهم أو املاءاتهم. الكشف عن قيام تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني بتدبير جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية، رسالة لكل هؤلاء، لمراجعة مواقفهم وايقاظ ضمائرهم، والتوقف عن مهاترات نسمعها منهم من آن لآخر، مع كل موقف أو إجراء تتخذه مصر لحماية أمنها القومي. سمعنا منهم هذه المهاترات، عندما رفضت مصر فتح معبر رفح عشوائيا خلال فترة العدوان الإسرائيلي علي غزة حتي لا تكون الأراضي المصرية (سداح مداح) أمام هؤلاء الإرهابيين. نسوا عمليات القتل والتخريب الإسرائيلية علي شعب غزة، واعتبروا مصر تقتل الفلسطينيين وتخنق أهل القطاع. وتكرر منهم هذا اللحن المشروخ عندما شرعت مصر في تنفيذ إجراءات وتشييد أسوار في بعض المناطق علي الحدود، لوقف عمليات التهريب من الانفاق وتسلل هذه العناصر الإرهابية وأسلحتها ومتفجراتها للقيام بعمليات دنيئة داخل مصر تقتل أبناءنا وتدمر منشآتنا وتخرب اقتصادنا. وعندما ضبطت مصر مجموعة تابعة إلي حزب الله في سيناء تسعي للتسلل عبر الحدود والانفاق مع غزة، تباري هؤلاء في الهجوم علي مصر ووقوفها مع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية.. واغفلوا حق بلدهم في السيادة علي أرضها وحماية حدودها وأمنها.. والذي يدعو للدهشة أننا لم نسمع رأيا لأمثال هؤلاء، عندما قامت عناصر تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني بجرائمهم في قتل المصريين بالأزهر في قلب القاهرة، أو السائحين في شرم الشيخ أو أبنائها الأقباط في كنيسة القديسين، في محاولة لضرب وحدة الشعب المصري وأسفين فتنة بين مسلميه واقباطه، ولكن الله خيب أملهم وارتد السهم إلي نحورهم بوقفة الشعب المصري بقوة وحسم وتفويت الفرصة لتحقيق غرضهم. هل يمكن ان يفيق هؤلاء مجهولو الهوية علي رسالة كنيسة الإسكندرية.. علي الأقل المصريون منهم.!