قالت منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) ان الدور الحيوي الذي قامت به منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) ساهم في استقرار السوق النفطية وارتفاع معدل الطلب علي النفط. واوضحت (اوابك) في افتتاحية نشرتها الشهرية ان حفاظ (اوبك) علي سياستها الانتاجية من دون تغيير طوال عامي 2009 و 2010 جعل سعر برميل النفط يرتفع الي ما فوق 90 دولارا خلال الأيام الأخيرة من العام 2010. وذكرت ان ازدياد الطلب علي النفط اخيرا جاء بفعل عدة عوامل منها شدة البرودة خلال الشتاء الحالي وانتعاش اقتصادات الدول الصاعدة كالصين والهند اضافة الي السياسة الانتاجية ل (اوبك). وقالت انه مع انتهاء عام 2010 ودخول العالم في بداية عقد جديد من القرن ال21 فان التطورات التي شهدتها صناعة النفط والغاز والطاقة عموما خلال العقد الماضي كانت بمثابة محطات واضحة المعالم تستحق التوقف عندها لاستخلاص ما مرت به السوق النفطية من حالات وأوضاع. وذكرت ان الملاحظ هو ان صناعة البترول في مجملها شهدت خلال العقد الماضي تغيرات وتطورات حادة وواضحة لاسيما بعد أن تخطت أسعار النفط الكثير من الصعوبات متجاوزة معظم تنبؤات الخبراء وواضعي السيناريوهات المستقبلية. وبينت ان الاسعار قفزت من معدل 23 الي 51 دولارا للبرميل في النصف الأول من العقد الماضي لتتخطي عتبة ال 50 دولارا بعد ذلك وتقفز الي ما فوق 100 دولار في الربع الثاني من عام 2008 ثم الي 147 دولارا للبرميل في شهر يوليو 2008. وذكرت ان الاسعار سرعان ما هبطت الي ما دون ال 40 دولارا في شهر ديسمبر من نفس العام بفعل تبعات الأزمة المالية العالمية. وشددت علي ان الاجراءات الاقتصادية والمالية الصارمة التي اتخذتها القوي الاقتصادية الكبري لمواجهة التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية مكنت الاقتصاد العالمي من التماسك ما جعل أسواق النفط تنتعش. وقالت ان الأسعار اتجهت مجددا نحو الارتفاع والاستقرار ضمن نطاق سعري يتراوح بين 70 و 80 دولارا للبرميل خلال الربع الثالث من عام 2009 حتي نهاية الربع الرابع من عام 2010. واضافت (اوابك) انه من خلال القاء نظرة شاملة علي العام 2010 نجد ان السوق النفطية اتسمت خلاله بوفرة في الامدادات النفطية ارتفعت بمعدل مليوني برميل يوميا لتصل الي 2ر86 مليون برميل يوميا وهو مستوي كاف لتلبية الطلب العالمي. واوضحت ان الاقتصاد العالمي شهد انتعاشا محدودا خلال العام 2010 اذ بلغ معدل نموه 3ر4 في المئة الا ان ذلك النمو يظل رغم ذلك يعاني من عدم الاستقرار ومعرضا لهزات محتملة. وقالت المنظمة ان الاقتصاديات الاسيوية وبالأخص الاقتصاد الصيني ماتزال هي المحرك الرئيس لهذا النمو اذ ان نسبة النمو الاقتصادي في الصين بلغت 5ر10 في المئة. وعن الطلب العالمي علي النفط خلال عام 2010 قالت (اوابك) انه بلغ نحو 86 مليون برميل يوميا مرتفعا بمقدار 5ر1 مليون برميل في اليوم وهو ما يمثل نسبة 8ر1 في المئة مقارنة بالعام 2009 الذي شهد انخفاضا في الطلب بنفس هذه النسبة. وعن المخزون التجاري للنفط وكفايته بعدد أيام الاستهلاك اوضحت (اوابك) انه ظل متجاوزا المتوسط المسجل للسنوات الخمس السابقة. وذكرت ان الاسعار ظلت تتراوح ما بين 70 و 85 دولارا للبرميل وارتفعت أسعار سلة خامات (أوبك) بما يزيد عن 16 دولارا للبرميل أي بنسبة 27 في المئة ليصل معدلها خلال عام 2010 الي حوالي 77 دولارا للبرميل. وبينت ان عوامل عديدة ساعدت في ارتفاع تلك الأسعار منها العامل الاقتصادي والجيوسياسي والطقس والمضاربات والأمور الفنية الأخري الي جانب العامل الرئيسي المتمثل في تذبذب أسعار العملات والسندات واستمرار تصاعد المضاربات في الأسواق المستقبلية وما تثيره المخاوف المتزايدة بشأن أزمة الديون الأوروبية. وكشفت (اوابك) عن ان العام 2010 حمل للدول الأعضاء فيها بعض المؤشرات الايجابية بتجاوز انتاجها من النفط الخام مستوي 22 مليون برميل في اليوم مقارنة ب 8ر19 مليون برميل في عام 2009. وقالت ان التحسن المستمر في العوائد النفطية سوف يساهم في تحسين الأداء الاقتصادي في دول (اوابك) الأعضاء ويساعدها علي تحقيق نمو متوازن في كل القطاعات الانتاجية ومتابعة جهودها في اطار برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواصلة استثماراتها في الصناعة النفطية.