لا يندغم ولا يفني.. قالها الإمام محمد عبده عام 6781م- في معرض حديثه- عن معدن شعب مصر فالحكومات تزول وهو لا يزول مصر وطن لا نعيش فيه ولكنه هو الذي يعيش فينا جأر بها قداسة الأب شنودة بحسه الوطني.. وحدسه الديني. »مبارك شعبي مصر« - ساطعة - منذ القدم في الكتاب المقدس. (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصاري من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) »صدق الله العظيم« ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون »صدق الله تعالي«. فإلي الله من مشي بصليب في يديه.. ومن مشي بهلال.. فالدين للديان جل جلاله لو شاء ربك وحد الأقوام. فيا أيها المجرمون الآثمون.. لقد تهاوي وحبط ما أردتموه من- خراب يباب- لمصر فقد التفت قلوب المصريين- مسيحيين ومسلمين- بعضها حول بعض ولم تؤثر فيهم- قيد أنملة - فزعة الهول- التي اصابتهم جراء ما اقترفت أيديكم الملوثة بالدماء.. من وأدكم للابرياء، ولم، ولن تفلحوا- مجتمعين أو متفرقين- أن تنالوا من وحدة شعب مصر أو تفصموا عري الوحدة التي جمعت بين جناحي الأمة بمسلميها واقباطها، ولا وشائج القربي التي ربطت بينهم عبر كر السنين وتعاقب الايام، بفعلتكم- هذه النكراء. إن شعب مصر يؤمن إيمانا كاملا بما ورد في الذكر الحكيم: »قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل الي إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب، والاسباط وما اوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون«.. لقد احسستم بأن دائرة مصر- تنداح- فأمتلأت قلوبكم حقدا وهما وأردتم بها شرا وشاء الله بها خيرا- فمصر هي »كنانة الله« من مسها بسوء قصمه الله- فالتوراة والإنجيل والقرآن هي كتب الله المنزلة جعلها الله نورا لنا أجمعين وشعارنا »لكم دينكم ولي دين«. ومن بطون التاريخ نعلم أن اليهود في مصر قد تبوأوا مكانا عليا حتي قيل. يهود هذا الزمان قد بلغوا غاية آمالهم، فالغز بينهم.، والمال عندهم.. وبينهم المستشار والملك.. ويسطر- التاريخ- أن »نابليون بونابرت« قد أرسل الجنرال المسيحي »يعقوب« لعرض قضية انسلاخ مصر عن الدولة العثمانية ومات يعقوب علي ظهر سفينته التي كانت تقله الي باريس قبل إتمام مهمته. وفي عهد محمد علي رسخ مبدأ المواطنة- مقدسا- عند جل المصريين- وفي عهد سعيد باشا الغيت الجزية المفروضة علي أهل الذمة وانخرطوا برمتهم في جيش مصر، وفي عهد اسماعيل اوفد المسيحيون مع المسلمين الي خارج الديار لينهلوا من علم الغرب. كما أمر بترشيحهم في مجلس شوري النواب، وكذلك تعيينهم قضاة بالمحاكم جنبا الي جنب اشقائهم المسلمين- ومن قبلها ومن بعدها وإلي الآن- اضحي منهم الوزارء والعلماء. رحمة الله علي الموتي. وسلامه علي الأحياء