انها ليست ثورة غضب، ولا انتفاضة شعب.. ولا حتي لحظة يأس.. إنه تقليد أعمي، وعدوي أصابت البعض.. هي أنانية أصابت الكثير.. تفكير شيطاني للحصول علي حق ما. اعني الانتحار أو مجرد المحاولة. أما بعض الفضائيات التي لا تجد لها عملا الا علي جثث البشر فهي التي روجت لذلك، بل ودعت اليه. في اليوم الأول لاحداث تونس كانت تضع الاجابات علي ألسنة الضيوف.. وفي اليوم التالي اصبحت تدعو الي انتفاضة الحرائق.. وفي اليوم الثالث قالتها صراحة.. ان الشاب التونسي الذي احرق نفسه هو الشرارة الأولي لثورة الشعب! انها فضائيات تروج للانقلابات والفوضي والانفلات في كل شيء.. وقد صار علي خطاها الضعفاء. استهان بعضهم.. واصيبوا بلوسة وانانية وقرروا الحصول علي حقوقهم بمحاولة الانتحار واشعال النار في الاجساد.. هذه الامانة التي منحها الله للانسان، فإذا به يستخدمها اسوأ استخدام ويقرر انهاء حياته بيده، ويتخلص من أمانته بإحراقها. اما حكاية رصيف مجلس الشعب الذي يصر من يريد الانتحار الذهاب إليه - حتي من يعاني من مشكلة أسرية فكر في رصيف المجلس فما هي فوائد الانتحار علي رصيف المجلس؟ يقول البعض ان فوائده كثيرة.. فالرصيف يحل مشكلات محاولي الانتحار.. ويحصل لهم علي حقوقهم.. وتصورهم الفضائيات، والجرائد اليومية والاسبوعية.. ويصبح محاولو الانتحار بين يوم وليلة نجوما.. صورهم وصور اهلهم في جميع وسائل الاعلام، بالاضافة الي الاقامة في مستشفي مجانا - وقد اصبح أمرا عزيزا -. وأخيرا الحلال بيَّن والحرام بيَّن.. والحصول علي الحقوق بمحاولة الانتحار امر لا يقره دين اسلامي أو مسيحي.. والفكرة نفسها اصبحت ثقيلة علي نفوس المواطنين.. ولن يجد محاول الانتحار اي تعاطف من المجتمع كله المتدين بطبعه. الي كل من يراوده هذا التفكير الشيطاني.. توقف فورا.. فكر بعقلك.. استعذ بالله.. حاول الحصول علي حقك بطريقة شرعية وشريفة.. تبقي حياتك وتكسب احترام الناس ورضا الله. »مصر مش زي تونس«.